Saturday, December 25, 2010

بالبرهان والتحليل اثبات حقيقة بابا نويل

بالرغم من انتاج نسختين منه، الأولى في 1947 والثانية في 1994 إلا أنني أعترف ان اليوم فقط نلت متعة واستفادة مشاهدة فيلم (معجزة بالشارع رقم 34) ه
Miracle on 34th Street
والذي تدور أحداثه حول الرجل الطيب "كريس كرينجل"  الذي اتهم بالجنون لأنه يحسب نفسه "سانتا كلوز" أو "بابا نويل"، الا أن محامي شاب وطفلة صغيرة كان لهما الفضل في اثبات براءته وجعل القاضي يحكم "باقتناع" أن "سانتا كلوز" هو شخصية حقيقية وليس أسطورة من نسج الخيال.

بالرغم من أن القاضي نفسه، قبل نطقه الحكم بيوم واحد، أخبر المحامي أنه حتى لو كان هو نفسه يريد تأييد صحة قصة سانتا كلوز، الا أن منصبه الرفيع كقاضي مدينة نيويورك سيمنعه أن يقف في وسط المحكمة ويعلن للعالم كله أن سانتا كلوز شخصية حقيقية، وأن مستر كرينجل هو ممثلها في المدينة، الا أن ما جعله يغير رأيه في اللحظة الأخيرة كان عندما قدمت له الطفلة "سوزان" بطاقة تهنئة بالكريسماس وبها ورقة دولار أمريكي ومرسوم دائرة بالقلم الأحمر عليها حول عبارة " نثق بالله" ه
In God We Trust

وهنا أدرك القاضي أنه مادامت الدولة قد بنت نظامها على الأيمان بالله بدون تقديم أي أدلة أو براهين مادية، فأين اللوم في تأييد حقيقية سانتا كلوز حتى بدون أي أدلة أو براهين مقنعة للعقل.

فالانسان ليس عقلا فقط، ولا جسدا فقط، وكلاهما ناقصان محدودان عاجزان عن فهم كل الحقائق، اذن فمقياس التصديق أبعد وأعمق من مجرد الاقتناع ليصل الي الاحساس والايمان، فلماذا نحد أنفسنا ونتشبه بالآلات التي لا تصدق سوى المعادلات الصماء
ولا ترى سوى ما هو محسوس؟

قديما كانوا يحكون لنا قصصا خيالية مثل سامر الكذاب الذي كان يدعي الغرق في النهر لكي يأتي الناس لينقذوه فيخبرهم أنه كان يخدعهم، وكان يكرر لعبته الشريرة مرارا وتكرارا إلي أن سأمها الجميع وقرروا عدم تصديقه ليغرق بالفعل في المرة الوحيدة التي طلب فيها يد العون بصدق. أكانت هذه قصة حقيقية؟ أكان سامر موجودا بالفعل؟ لا يهم فليس هذا هو الهدف من القصة، وانما الرسالة التي وصلتنا من القصة وهي العاقبة السيئة للكذاب.

فالأحمق هو الذي يسأل السؤال الخطأ، ويحاول البحث عن الحقيقة؟ فالحقيقة أنه لا توجد "حقيقة"، فالكل حقيقة، ومادامت القصة قد روًت، فقد خلقت لتوها وما من أحد سيستطيع إرجاع ما حدث.

لماذا نعتبر الوجود المادي هو الحقيقة الوحيدة؟ فما الفرق بين شخصية "سين" الذي ولد من "ص" وبين شخصية "سين" الذي ألفه عقل "ص" مادام كلاهما مؤثران في "ميم" و"نون" و"عين"، بل وقد تجد شخصيات مثل "هرقل" أو "هامليت" أو حتى "الكابتن ماجد" أكثر تأثيرا مني ومنك بالرغم من وجودنا المادي.

فالرد على اسئلة الملحدين الخاطئة مثل: هل الله موجود؟ أم هل يعقل أن يشق موسى البحر بعصى؟ أم كيف يعقل أن يضع نوح كل هذه الكائنات في سفينة واحدة؟ ... الخ.
وهنا الرد يكون بمنتهى البساطة مادامت القصة وصلت اليك فهي حقيقة – بصورة ما – والسؤال الصحيح هو، ما الهدف وراء هذه
الحقيقة؟

فالدين أو الأمور الروحانية عامة لا تقف عند تحدي العقل وتصديق غير المعقول، بل تمتد للبحث عن الرسالة الروحية غير العقلية للاستفادة منها والعمل بها.

والخلاصة اختمها بقول المحامي "براين" للقاضي: "أيهما أفضل؛ كذبة تولد ابتسامة في حياة الناس، أم حقيقة تولد دمعه في عيونهم؟"
فللنضج سويا ونكف عن طرح السؤال الخطأ: "هل؟" لنتفرغ معا للبحث والتأمل في السؤال الأسمى: "لماذا؟" ه  


No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest