Thursday, April 26, 2012

تأملات روحية في استشهاد مارجرجس وقيامة المسيح




مقدمة:
يحتفل المسيحيون يوم 1 مايو من كل عام بعيد استشهاد القديس مارجرجس وهو يأتي دائما في نفس توقيت عيد القيامة والخماسين المقدسة وصعود السيد المسيح. فهل يا ترى توجد علاقة بين استشهاد (موت) مارجرجس وقيامة المسيح؟
حياته:
وُلد هذا القديس في الكبادوك بآسيا الصغرى، من أبوين تقيين غنيين ينتسبان إلى عائلة شريفة. كان والده أناسطاسيوس واليًا على Melitene بكبادوكية، وكانت والدته ثاؤبستى أو ثاؤغنسطا من فلسطين ابنة والي اللدّ.
-     قيل أن والده كان إنسانًا تقيًا ومخلصًا لله وللملك، فأحبه الملك جدًا، وجعله من حاشيته التي ترافقه في رحلاته وغدواته. لكنه إذ اكتشف إيمانه بالسيد المسيح أمر بقطع رأسه.
-          إذ استشهد أناسطاسيوس أخذت ثاؤبستى أولادها: جاورجيوس وكاسيه ومادرونة وانطلقت إلى مسقط رأسها ديوسبوليس بفلسطين.
-     بعد استشهاد الأمير أناسطاسيوس احتل مكانه الأمير يسطس، وكان يخاف الله ويحب السيد المسيح، لذلك أحسن إلى عائلة الشهيد أناسطاسيوس. وقام بتعليم الشاب جاورجيوس الفروسية لينخرط في سلك الجندية. تفوّق جاورجيوس على الجميع في ركوب الخيل وممارسة الفروسية، وأظهر شجاعة نادرة، وبسرعة صار بطلًا له صيته في كل فلسطين، وأصبح قائدًا لفرقة كبيرة تعدادها ألفًا من الجند.
-     أرسله الأمير إلى الملك ومعه رسالة توصية تكشف عما حققه القائد جاورجيوس من البطولات، ويطلب من الملك أن يهبه رتبة "أمير". أحبه الملك جدًا ووافق على تذكية الأمير يسطس، وصار اسمه "جاورجيوس الروماني"، وعيّنه أميرًا يقود خمسة آلاف جنديًا، كما قدم له فرسًا أشهبًا من الأنواع النادرة تعبيرًا عن رضاه.
-     صار جاورجيوس محبوبًا من الجميع بسبب هيئته التي كانت تدل على شجاعته خاصة في الحروب، مع حسن قيادته وتدبيره للأمور، فضلًا عن خصاله الحميدة، فأصبح قائدًا ومدبرًا للجيش، وكان سنه 20 عامًا. وكان جاورجيوس يزداد كل يوم اعتبارًا وشرفًا. وفي سن العشرين تنيحت والدته.

 محبة الوالي له:
اشتاق يسطس أن يجعل من جاوجيوس ابنًا له بأن يزوجه ابنته الوحيدة الصغيرة التقية التي كانت تخاف الله، فافصح عن ذلك للأميرة تأوبستي والدة الأمير جاورجيوس التي فرحت جدًا. أقام يسطس جاورجيوس خطيب ابنته وكيلًا على ممتلكاته، وقد أرجئوا الخطبة لصغر سن الفتاة. ولم يكن الكل يعلم أن الله كان يعد له طريقًا أعظم.

غيرة الأمير جاورجيوس:
سمع جاورجيوس أن الملك قد أصدر أوامره بإبادة المسيحية تمامًا وهدم الكنائس. استعد جاورجيوس لمواجهة الاضطهاد، إذ كان لابد أن يصرّح بدِينه أمام الملك. باع كل ما ورثه من والديه حتى أثاثات بيته وثيابه وقدم ثمنها للفقراء. وإذ صدر منشور بذلك أمسك القديس بالمنشور ومزقه علانية وسط الجماهير في مكان عام، بعد أن وزع كل ممتلكاته على الفقراء وحرر العبيد وتهيأ للاستشهاد بفرح.

 أمام الملك:
اقتيد أمام الملك الذي لاطفه كثيرًا ووعده بعطايا جزيلة فلم يبالِ. وإذ فشل الملك في إغرائه صار يعذبه لمدة سبع سنوات، وكانت يد الله تسنده ليقتنص نفوسًا كثيرة للإيمان خلال عذاباته، فقد مات ثلاث مرات وكان الرب يقيمه ليتمجد فيه، حتى استشهد في المرة الرابعة، كما كان ينعم برؤى سماوية وسط الآلام تسنده وتعينه.

أقوى من السحر والسم:
من بين العذابات التي تعرض لها القديس جاورجيوس أن الملك أحضر له ساحرًا مشهورًا يُدعى أثناسيوس أعد له سمًا قاتلًا، وقدمه للقديس لكي يشربه، أما القديس فبالإيمان شربه ولم ينله أذى، عندئذ آمن الساحر بالسيد المسيح. اغتاظ الملك وأمر بعصر القديس في معصرة بها أسنان حديدية حتى أسلم الروح، ولكن السيد المسيح أقامه ورأته الجماهير وآمن بسببه كثيرون قبلوا الاستشهاد باسم الرب.

سرّ قوة الشهيد مارجرجس الروماني ممارسته اليومية لحياة الاستشهاد، إذ غلب شهوات الجسد في معارك أرضها أعماقه الداخلية، وكما يقول الحكيم: "مالك روحه خير من مالك مدينة" (أم32:16).

إذ أُودع جاورجيوس في السجن استشار الإمبراطور رجاله عما يفعله مع هذا القائد الشجاع. فتقدم أحد الأمراء باقتراح أن هذا الشاب الوسيم لن يضعف أمام أية تهديدات، ويُسر حتى بالموت. لكن أمرًا واحدًا يمكن أن يحطمه وهو الإغراء بفتاة لعوب، تقتنصه بفتنتها وأُنوثتها الطاغية وخبراتها، بهذا يفقد جاورجيوس عفته، وينهار إيمانه. استدعى الإمبراطور المشرفة على محظيات الإمبراطور وجواريه، منها أن تختار فتاة لها خبرتها في هذا الأمر. أُرسلت الفتاة إلى السجن لتقضي ليلة مع الشاب حتى تغريه ويسقط معها. لكن مارجرجس الذي عرف أن يُقدم كل يوم ذبيحة حب على مذبح الطهارة في المسيح يسوع حوّل السجن إلى هيكل طاهر تُقام فيه الصلوات لأجل خلاص نفسه وخلاص هذه الفتاة وكل من حوله.

لم يأتِ الصباح حتى تقدمت الفتاة إلى مارجرجس بدموع تطلب منه أن يتحدث معها عن سرّ طهارته وعفته وارتفاع قلبه إلى السمويات، فأخذ يبشرها بالخلاص ويقدم لها الحياة الإنجيلية الفائقة. جاء رجال الإمبراطور في الصباح الباكر لأخذ الفتاة إلى الإمبراطور فوجدوها قد اكتست بالحشمة وتوشحت بالعفة والوداعة، تعلن إيمانها بالسيد المسيح ملكها وخلصها. صُعق الإمبراطور ورجاله لما حدث، وصدر الأمر بقطع رقبتها بحد السيف. اُقتيدت إلى ساحة الاستشهاد حيث ركعت متهللة تصلي إلى مخلصها ربنا يسوع ليقبل روحها، وتنال إكليل الشهادة. صمم الإمبراطور على أن يُذيقه أقسى ألوان العذابات انتقامًا مما فعله مع الفتاة.

في القصر الملكي:
لما كثرت المعجزات التي صنعها الرب على يديه وشعر الملك بالفشل، أخذه معه إلى القصر ليغريه أنه سيزوجه ابنته. هناك في القصر سمعته الملكة ألكسندرة يصلي فطلبت منه أن يشرح لها إيمانه، ففتح الرب قلبها وجذبها روح الله إلى الإيمان. أخذت الملكة تعاتب الملك: "ألم أقل لك لا تعاند الجليليين لأن إلههم قوي"، وإذ أدرك أن القديس أمال قلبها للرب أمر بتمشيط جسمها وقطع رأسها لتنال إكليل الشهادة. إذ رأت الملكة جاورجيوس يُقاد إلى السجن نادته لتسأله عن عمادها. أجابها القديس إلا تضطرب فإنه إن لم توجد فرصة لعمادها فسفك دمها لحساب الإيمان بالسيد المسيح هو معمودية مقدسة تفتح لها أبواب الفردوس. تهلّلت نفسها وتقدمت الملكة للاستشهاد وهي تقول: "يا رب لقد تركت باب قصري مفتوحًا على مصراعيه، فلا تغلق باب فردوسك في وجهي، يا من قبلتَ توبة اللص اليمين". قُطعت رأس الملكة لتنطلق روحها إلى الفردوس تتمتع برؤية مخلصها.

 استشهاده:
خشي الملك من حدوث ثورة ضده إذ ذاعت أعمال الله التي تمت على يديّ القديس لذا أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في 23 من برمودة.

دافع مارجرجس والشهداء جميعا

اقرأ رومية 8
36 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ».
37 وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.
38 فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً،
39 وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
أقرأ رومية 14
7 لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ، وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ.
8 لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.
9 لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ.

فما المقصود بها؟ وكيف يعيشون ويموتون للرب، فيحيهم الله من موت الجسد بالمعجزات العظيمة ومن موت الروح بالحياة الأبدية؟ 
يحكى أن رجلان كانا يركبان سفينة في عرض المحيط، أحدهما كان رجلا بارا تقيا يعرف الله ويحبه ويحفظ وصاياه ويعيش بها، والآخر كان رجلا مستهترا لا يعترف بالحياة الآخرى ويعيش في الأرض عابثا بلا ضوابط أو مبادئ يفعل كل ما يشتهية ملبيا احتياجات جسده الفاني طوال الوقت، وصادف أن قابل الرجل التقي ذلك الإنسان الشقي على المركب أثناء الرحلة وحاول إرشاده بكافة الطرق ليرجعه عن طريقه المعروفه نهايته، فالمادة فانية والحياة بالمادة هو حكم بالموت. إلا أن صديقنا لم يقتنع وفضل اغتنام الفرص المتاحة له الآن بدلا من انتظار حياة آخرى يستمتع فيها. وشاءت الأقدار أن تأتي عاصفة قوية تضرب السفينة وتغرقها، حينها شعر الجميع بالرعب وبالأكثر ذلك الذي كان يقدر قيمة الحياة المادية لأنه رأى في لحظة واحدة أن كل ما استثمره سيغرق في ثوان، وقبل أن تغرق السفينة بالكامل، وجد ذلك الرجل صديقه الورع يناديه، فنظر إليه فوجده يعطيه طوق نجاه قائلا له "أرتد هذا" فاستغرب الرجل من موقف الرجل البار، فأخبره: "إن طوق النجاة هذا سينقذ حياتك، فكيف تضحي بحياتك من أجلي؟!" فأخبره بابتسامه هادئة: "لقد عشت حياتي منتظرا الموت، فاستمتعت بحياتي، ولا أخشى مماتي، أما أنت فخوفك من النهاية معناه أنك سلكت الطريق الخاطئ، فخذ فرصتك وأحيا حياتي". ثم ترك له طوق النجاه ليعيش واختفى هو وسط المياة، حينها كتبت للرجل الشقي حياة جديدة واستطاع من خلال تجربة الموت تلك التي مر بها أن يدرك جيدا كيف ينبغي أن يعيش، فعاش تماما حياة صديقه الذي وهبه الحياة".
الموت والحياة في المسيحية
طوال حياة المسيح وخدمته على الأرض، كان نموذجا عمليا لكيفية أن يعيش الانسان على الأرض، فهو الذي ولد في حظيرة للبقر، وهو من قالت عنه الكتب أنه لم يخطئ في شئ، وعاش على الأرض يعلم الناس عن ملكوت الله في حين لم يكن له "أين يسند رأسه".






اقرأ كورونثوس الثانية الأصحاح الرابع
6 لأن الله الذي قال: أن يشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح
7 ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منا
8 مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين. متحيرين، لكن غير يائسين
9 مضطهدين، لكن غير متروكين. مطروحين، لكن غير هالكين
10 حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا
11 لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت

المسيح: حياة وموت
حياة المسيح وتعاليمه كانت نموذجا للبشر ليعيشوا به، ارسله الله للعالم ليخلصهم من الخطية، ويعرفهم أن الحياة الحقيقية هي أن يعيش الانسان من أجل الآخرين، وهكذا كانت حياته ورسالته، وهكذا تتلخص المسيحية كله في تعاليم المسيح: " تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك. ليس وصية اخرى اعظم من هاتين" . وعن جمع المال والثورات كان المسيح صريحا: " مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله." لأنه " لا يقدر خادم ان يخدم سيدين. لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر.لا تقدرون ان تخدموا الله والمال". وعندما سأله تلاميذه كيف نصلي وماذا نطلب من الله أخبرهم: "لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون. ولا لاجسادكم بما تلبسون. اليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. انظروا الى طيور السماء. انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن. وابوكم السماوي يقوتها. الستم انتم بالحري افضل منها. ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمون باللباس. تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان. فلا تهتموا قائلين ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس. فان هذه كلها تطلبها الامم.لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد.لان الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره"

والمسيح لمن يؤمن بأنه الوسيط الوحيد بين الانسان والله، لأنه الوحيد الذي أخرج الانسان من بوتقة الذات والأنا معطيا للبشرية رؤية جديدة للحياة وهي الاتصال والتكامل والاستمرارية والتواصل، محورها الله وحده، وهدف الانسان فيها هو عبادة الله فقط بلا شريك، سيرى جيدا ماذا كان يقصد بأنه هو "الطريق والحق والحياة"  هو يقول "انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت فيّ وانا فيه هذا يأتي بثمر كثير.لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا."
وأكمل المسيح رسالته بأن قدم نفسه نموذجا للبشر في المحبة التي تصل إلي درجة الموت من أجل الحبيب، واي موت أصعب من الموت مصلوبا على خشبة عاريا أمام الجميع.

اسأل نفسك كل حين: "لو المسيح كان مكاني كان عمل أيه؟ كان قرر أيه؟ كان اتصرف إزاي؟

"هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم. ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه." (يو 15: 12-13)

بموت المسيح، أكتملت الصورة، وفهمنا كيف يمكن أن يحب الله البشر، بصورة يمكن أن يفهمها البشر. وبناء عليها تعلمنا كيف ينبغي أن يعيش الانسان، لا لذاته بل لأجل الآخرين، احبائه وأعدائة، وهكذا بموت المسيح وقيامته بطلت الخطية، وبطل الموت.
وأصبحنا نعيش كما يقول الرسول بولس:

"مع المسيح صلبت (أموت) فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيّ. فما احياه الآن في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي" (غل 2: 20)



بعض المعلومات عن مارجرجس


-     أيقونة الشهيد مارجرجس الروماني: تحمل معنى رمزيًا: فالعروس التي تظهر في الأيقونة تُشير إلى الكنيسة التي تتطلع إلى أبنائها الشهداء بفرحٍ واعتزازٍ. والتنين يُشير إلى الشيطان الذي يحرك العالم الشرير ضد الإيمان. والحربة تشير إلى صليب رب المجد يسوع الذي يهب النصرة. وهزيمة التنين تُشير إلى هزيمة الشر ومصدره (إبليس) بقوة الإيمان.
-          الاسم جرجس يعني فلاح الأرض
-     مارجرجس هو شفيع بريطانيا : والتي بها 152 قرية باسمه وتنقش صورته على الجنية الانجليزى (الجنيه الذهب)، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده في 23 أبريل من كل عام ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا لهم تعطل فيه الأعمال الحكومية، كما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجئ. وكثير من ملوك بريطانيا يتخذون اسمه لأنفسهم تبركأً به مثل جورج الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس.
-          هناك قديسين آخرين هما مارجرجس السكندري ومارجرجس المزاحم

The four pillars of a Church

Q: why will you go to church next week?
A: I used to
However,
A church should provide 4 pillars. And by pillar it meant a domain a principal a non-negotiable value that without it it won't be considered a church:
1- talk to God (pray)
2- listen to God (bible based sermons)
3- commune and relate and share with others
4-  commune Jesus' body and blood
These four form A church

Friday, April 13, 2012

رب الجمعة!

لا أظنهما يختلفان كثيرا
السبت الذي كرهه المسيح لأنه صار أعظم من صاحبه ومن الرحمة بين الناس وبعضها,
وبين الجمعة "العظيمة" التي تحولت إلي سبتنا المعاصر
فصارت القدسية لليوم أكثر من ربه!
لماذا تعظيم "يوم" وإلهنا رب لكل يوم!
إذا فلماذا التحرر منه هو وكل يوم علت قيمته لتصير أعظم من صاحبها?
للاسباب التالية:
1- لأن المسيح نقض الفكرة - أي تقديس يوم ما -
2- لأن الأعياد توهمنا أن السموات تكون مفتوحة أكثر حينها
3- لأنها لو كانت الأعظم فباقي الأيام بالضرورة أقل إذن فالجمعة المدعوة الأعظم أهم وأقدس من قداس بسيط فوق مذبحه جسد المسيح ودمه
4- الهوس بفكرة قدسية اليوم تفقد الانسان احساسه بالآخر سواء بسبب الازدحام الشديد والتنافس عالأماكن أو فقدان الشركة الحقيقية مع الآخرين فالمسيح لم يكن مكانه الهيكل بل مع الخطاة والعشارين والرهبان الذين تركوا الرجل الضعيف وحيدا ليهموا لرؤية المسيح بينما فضَل الأنبا بيشوي حمله والتأخر عن الرؤيه ليكتشفوا أن هذا المسكين هو المسيح نفسه
5- لأن الصلوات تطال أوقاتها فقط بهدف تمييز اليوم عن باقي الأيام
6- المسيح عندما احتفل بالعيد لم يذكر هيكلا بل مشاركة اجتماعية انسانية مع تلاميذه
7- لأن مراسم الأعياد عموما موروث وثني 

ْ23 وَاﺟْﺘَﺎزَ ﻓِﻲ اﻟﺴَّﺒْﺖِ ﺑَﯿْﻦَ اﻟﺰُّرُوعِ، ﻓَﺎﺑْﺘَﺪَأَ ُ تلاميذه ﯾَﻘْﻄِﻔُﻮنَ اﻟﺴَّﻨَﺎﺑِﻞَ وَﻫُﻢ .َﺳَﺎﺋِﺮُون «24 ﻓَﻘَﺎلَ ﻟَﻪُ اﻟْﻔَﺮِّﯾﺴِﯿُّﻮنَ: »اﻧْﻈُﺮْ! ﻟِﻤَﺎذَا ﯾَﻔْﻌَﻠُﻮنَ ﻓِﻲ اﻟﺴَّﺒْﺖِ ﻣَﺎ ﻻَ ﯾَﺤِﻞُّ؟ َ25 ﻓَﻘَﺎلَ ﻟَﻬُﻢْ: »أَﻣَﺎ ﻗَﺮَأْﺗُﻢْ ﻗَﻂُّ ﻣَﺎ ﻓَﻌَﻠَﻪُ دَاوُدُ ﺣِﯿﻦَ اﺣْﺘَﺎجَ وَﺟَﺎعَ ﻫُﻮ وَاﻟَّﺬِﯾﻦَ ﻣَﻌَﻪُ؟ ِ26 ﻛَﯿْﻒَ دَﺧَﻞَ ﺑَﯿْﺖَ اﻟﻠﻪِ ﻓِﻲ أَﯾَّﺎمِ أَﺑِﯿَﺄَﺛَﺎرَ رَﺋِﯿﺲِ اﻟْﻜَﻬَﻨَﺔِ، وَأَﻛَﻞَ ﺧُﺒْﺰَ اﻟﺘَّﻘْﺪِﻣَﺔ .«اﻟَّﺬِي ﻻَ ﯾَﺤِﻞُّ أَﻛْﻠُﻪُ إِﻻَّ ﻟِﻠْﻜَﻬَﻨَﺔِ، وَأَﻋْﻄَﻰ اﻟَّﺬِﯾﻦَ ﻛَﺎﻧُﻮا ﻣَﻌَﻪُ أَﯾْﻀًﺎ ِ27 ﺛُﻢَّ ﻗَﺎلَ ﻟَﻬُﻢُ: »اﻟﺴَّﺒْﺖُ إِﻧَّﻤَﺎ ﺟُﻌِﻞَ ﻷَﺟْﻞِ اﻹِﻧْﺴَﺎنِ، ﻻَ اﻹِﻧْﺴَﺎنُ ﻷَﺟْﻞ .ِاﻟﺴَّﺒْﺖ .«28 إِذًا اﺑْﻦُ اﻹِﻧْﺴَﺎنِ ﻫُﻮَ رَبُّ اﻟﺴَّﺒْﺖِ أَﯾْﻀًﺎ

Thursday, April 12, 2012

رؤية تأملية غير تقليدية في مثل الوزنات




يقول السيد المسيح في إنجيل مت 25 : 14 – 30
14"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رجُلاً أرادَ السَّفَرَ، فدَعا خدَمَهُ وسَلَّمَ إلَيهِم أموالَهُ، 15كُلُّ واحدٍ مِنهُم على قَدْرِ طاقَتِهِ. فأعطى الأوّلَ خمسَ وزَناتٍ مِنَ الفِضَّةِ، والثّاني وزْنَــتَينِ، والثّالثَ وزنَةً واحدةً وسافرَ. 16فأسرَعَ الَّذي أخذَ الوَزَناتِ الخَمسَ إلى المتُاجَرةِ بِها، فربِـحَ خَمسَ وزَناتٍ. 17وكذلِكَ الَّذي أخذَ الوَزْنَتينِ، فرَبِـحَ وزْنَتينِ. 18وأمّا الَّذي أخذَ الوَزْنَة الواحدَةَ، فذهَبَ وحفَرَ حُفْرةً في الأرضِ ودفَنَ مالَ سيَّدِهِ.
19وبَعدَ مُدّةٍ طويلةٍ، رجَعَ سيَّدُ هؤُلاءِ الخَدَمِ وحاسَبَهُم. 20فجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ، فدَفَعَ خَمسَ وزَناتٍ مَعَها وقالَ: يا سيَّدي، أعطيتَني خَمسَ وَزَناتٍ، فخُذْ خَمسَ وزَناتٍ رَبِحتُها. 21فقالَ لَه سيَّدُهُ: أحسَنتَ، أيٌّها الخادمُ الصالِـحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا على القليلِ، فسَأُقيمُكَ على الكَثيرِ: اَدخُلْ نَعيمَ سيَّدِكَ.
22وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنتَينِ، فقالَ: يا سيَّدي،
أعطَيتَني وزْنَــتَينِ، فخُذْ معَهُما وزْنتَينِ رَبِحتُهُما. 23فَقالَ لَه سيَّدُهُ: أحسنتَ، أيٌّها الخادِمُ الصّالِـحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا على القَليلِ، فسأُقيمُكَ على الكَثيرِ: اَدخُلْ نَعيمَ سيَّدك
24وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنةَ الواحِدَةَ، فقالَ: يا سيَّدُ، عَرَفْتُكَ رجُلاً قاسِيًا، تحصِدُ حيثُ لا تَزرَعُ، وتَجمَعُ حيث لا تَبذُرُ، 25فخِفتُ. فذَهبتُ ودفَنْتُ مالَكَ في الأرضِ، وها هوَ مالُكَ. 26فأجابَهُ سيَّدُهُ: يا لَكَ من خادِمِ شِرّيرٍ كَسلانَ! عَرَفتَني أحصِدُ حَيثُ لا أزرَعُ وأجمَعُ حيثُ لا أبذُرُ، 27فكانَ علَيكَ أنْ تضَعَ مالي عِندَ الصَّيارِفَةِ، وكُنتُ في عَودتي أستَرِدٌّهُ معَ الفائِدَةِ. 28وقالَ لخَدَمِه: خُذوا مِنهُ الوَزْنَةَ واَدْفَعوها إلى صاحِبِ الوَزَناتِ العَشْرِ، 29لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 30وهذا الخادِمُ الَّذي لا نَفْعَ مِنهُ، اَطرَحوهُ خارِجًا في الظّلامِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ."

فما هي الوزنات هذه التي تزداد لمن له منها، وتؤخذ ممن لا يملكها؟ أهي العطايا والمواهب الذاتية؟ أهي العلم والصحة والمال والمناصب؟ أهي عملك؟
للأسف كثيرون يظنونها هكذا؛ فيعتبرون العمل وزنة يجب الاهتمام بها والنمو فيها والتركيز المطقن في كل ما يتعلق بها، ويعتبرون الصحة وزنة والجسد وزنة يجب الاهتمام به ورعايته وتنميته في كمال، والعلاقات وزنات، فيجب تمضية الوقت مع الاسرة والاهتمام بالأبناء والقلق على مستقبلهم "لأن الله سيسألنا عليهم في الدينونة" أليس كذلك؟ بل والخدام يرون الخدمة وزنة، ويشعرون أن دورهم هام للغاية وتعتمد عليه خدمتهم، وتغيبهم يعني بالضرورة سقوط الخدمة أو إضعافها.
إن كانت هكذا رؤيتنا عن الوزنات، وإن كان الاهتمام بالعالم ومحتوياته هو وزنتنا، فما نفعله هو دفنها كي "نحافظ عليها" ونسلمها سليمة لصاحبها. أليس كذلك؟
ولكن السيد المسيح لم يكن يتكلم عن "الحفاظ" على الوزنة، بل بالعكس، لقد رفض من حافظ عليها واعتبره جبانا أنانيا، وكان يفضل أن يعطي وزنته للصيارفة لينتفعوا منها، ويفيدوا بها آخرون، من أن يبقيها على حالها. بل مدح من تاجرا فيها، من تركاها في يده لتنموا وتثمر وتكثر بحسب مشيئته. أوليست التجارة مجازفة؟ أوليست التجارة تتطلب التضحية بما معنا الآن، أملا في مكسب أكبر في المستقبل؟
خطية صاحب الوزنة الواحدة هي ببساطة "الخوف" على فقدان الوزنة؛ فدفنها.
فمثل الوزنات لا يعني أبدا الإشادة بالاهتمام بالأمور الدنيوية الجسدية الترابية؛ اليس السيد المسيح نفسه هو القائل:
·        مت 10 37 "مَنْ أحبَّ أباهُ أو أمَّهُ أكثرَ ممّا يُحِبُّني، فلا يَسْتحِقُّني. ومَنْ أحبَّ ا‏بنَهُ أو بِنتَهُ أكثرَ ممّا يُحبُّني، فلا يَسْتحِقُّني."
·        وقال أيضا:
·        يو 12 25 "مَنْ أحبَّ نَفسَهُ خَسِرَها، ومَنْ أنكَرَ نَفسَهُ في هذا العالَمِ حَفِظَها للحَياةِ الأبديَّةِ."
·        مر 10 21" فنَظَرَ إلَيهِ يَسوعُ بِمحَبَّةٍ وقالَ لَه يُعْوزُكَ شيءٌ واحدٌ ا‏ذهَبْ بِــــعْ كُلَّ ما تَملِكُه ووَزِّعْ ثَمنَهُ على الفُقَراءِ، فيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماءِ، وتَعالَ ا‏تْبَعني".
·        لو 18 22" فلمَّا سمِعَ يَسوعُ كلامَهُ هذا، قالَ لَهُ يُعْوِزُكَ شيءٌ واحدٌ، بِـــــعْ كُلَّ ما تَملِكُ ووَزِّعْ ثَمنَهُ على الفُقراءِ، فيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماواتِ، وتَعالَ ا‏تبَعْني."
·        مت 19 21 "أجابَهُ يَسوعُ إذا أردتَ أنْ تكونَ كامِلاً، فا‏ذهَبْ وبِـــــعْ ما تملِكُهُ ووَزِّعْ ثمَنَهُ على الفُقراءِ، فيكونَ لكَ كنزٌ في السَّماواتِ، وتعالَ ا‏تْبَعْني"
·        كذلك تجد،
·        1يو 2 15 "لا تحِبُّوا العالَمَ وما في العالَمِ. مَن أحبَ العالَمَ لا تكونُ مَحبَّةُ الآبِ فيهِ."
·        1يو 3 16 "ونَحنُ عَرَفنا المَحبَّةَ حينَ ضَحَّى المَسيحُ بِنَفسِهِ لأجلِنا، فعَلَينا نَحنُ أنْ نُضَحِّيَ بِنُفوسِنا لأجلِ إخوَتِنا."

فكيف نضحي إذا بشئ إن كان وزنة سنسأل عليها (بالمفهوم التقليدى للوزنات)، إذن فمثل الوزنات يعني العطاء بكرم ووفرة مما أعطاه الله لنا، وليس التمحور حوله والحفاظ عليه خوفا من السؤال عنه.
ولنسأل أنفسنا وندع الروح القدس يجيب؟ ماذا يريد الله منا: أن ننمو في أعمالنا وننغمس في خدمة المناصب والكراسي، أم نترك كل شئ متمحور حول ذواتنا لخدمة اسمه القدوس، "فباطل الأباطيل الكل باطل"؟ ، هل سيحاسبنا الله بقدر ما نملكه من ثروات، فالأغني يرث الملكوت والأفقر يستحق الظلمة الأبدية؟ هل أعطاك الله ذكاءً، لكي تنميه؟ أم لكي تقدمه له، فينميه هو؟ هل أعطاك الله نسلا فتخشى على مستقبلهم فتقيد حريتهم لتطئن على أمنهم الجسدي فتفقدهم الاحساس بالحياة واكتشاف رسالة الله لهم؟ أم تتركهم لخالقهم، ترعاهم بحب دون خوف أو استحواذ؟

فالملكوت الذي شبه به الله الوزنات، هو مُلك الله على حياتنا، وذواتنا، ومواهبنا، فالوزنات ليست العالم، ولا مواهبة، ولا عطاياه، بل هي ترك كل شئ لله وعدم الاهتمام بالذات، بل بالآخرين من حولنا،
1بط 4 10 "وليَضَعْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم في خِدمَةِ الآخَرينَ ما نالَهُ مِنْ مَوهِبَةٍ، كَوُكَلاءَ صالِحينَ على مَواهبِ اللهِ المُتَنوِّعَةِ" 
.
فبعد مثل الوزنات أكمل السيد المسيح كلامه بالآيات التالية: 

31"ومَتى جاءَ اَبنُ الإنسانِ في مَجدِهِ، ومعَهُ جميعُ ملائِكَتِهِ يَجلِسُ على عرشِهِ المَجيدِ، 32وتَحتَشِدُ أمامَهُ جميعُ الشٌّعوبِ، فيُفرِزُ بَعضَهُم عَنْ بَعضٍ، مِثلَما يُفرِزُ الرّاعي الخِرافَ عَنِ الجداءِ، 33فيَجعَلُ الخِرافَ عَنْ يَمينِهِ والجِداءَ عن شِمالِه. 34ويقولُ المَلِكُ للَّذينَ عن يَمينِهِ: تَعالَوا، يا مَنْ باركهُم أبـي، رِثُوا المَلكوتَ الذي هَيَّـأهُ لكُم مُنذُ إنشاءِ العالَمِ، 35لأنَّي جُعتُ فأطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيْتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآوَيْتُموني، 36وعُريانًا فكَسَوْتُموني، ومَريضًا فَزُرتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إليَّ. 37فيُجيبُهُ الصّالِحونَ: يا ربٌّ، متى رأيناكَ جوعانًا فأطْعَمناكَ؟ أو عَطشانًا فَسَقيْناكَ؟ 38ومتى رَأيناكَ غَريبًا فآويناكَ؟ أو عُريانًا فكَسوناكَ؟ 39ومتى رَأيناكَ مَريضًا أو سَجينًا فزُرناكَ؟ 40فيُجيبُهُمُ المَلِكُ: الحقَّ أقولُ لكُم: كُلَ مَرَّةٍ عَمِلْتُم هذا لواحدٍ من إخوتي هَؤلاءِ الصَّغارِ، فلي عَمِلتُموهُ!
41ثُمَّ يَقولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمالِهِ: اَبتَعِدوا عنَّي، يا ملاعينُ، إلى النّارِ الأبدِيَّةِ المُهيّـأةِ لإبليسَ وأعوانِهِ: 42لأنَّي جُعتُ فما أطعَمْتُموني، وعَطِشتُ فما سَقَيْتُموني، 43وكُنتُ غَريبًا فما آوَيْتموني، وعُريانًا فما كَسَوْتُموني، ومريضًا وسَجينًا فما زُرْتُموني. 44فيُجيبُهُ هؤُلاءِ: يا ربٌّ، متى رأيناكَ جوعانًا أو عَطشانًا، غريبًا أو عُريانًا، مريضًا أو سَجينًا، وما أسْعَفْناكَ؟ 45فيُجيبُهُم المَلِكُ: الحقَّ أقولُ لكُم: كُلَ مرَّةٍ ما عَمِلتُم هذا لِواحدٍ مِنْ إخوتي هؤلاءِ الصَّغارِ، فلي ما عمِلتُموهُ. 46فيذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأبديَّ، والصّالِحونَ إلى الحياةِ الأبدِيَّةِ".

أخيرا، تذكر أن: 

1كور 13 8 "المَحبَّةُ لا تَزولُ أبَدًا. أمَّا النُّبوّاتُ فتَبطُلُ والتَّكَلُّمُ بِلُغاتٍ ينتَهي. والمَعرِفَةُ أيضًا تَبطُلُ."



مقالة أخرى عن مثل الوزنات تعبر عن الرأي القديم للمثل:

مــثـال فــي الـنـمـو والـعمل
يبدأ المثل بعبارة كإنما إنسان مسافر “.هذا المسافر هو السيد المسيح له المجد، منذ صعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب (مر16 : 19). وقد صعد لكي يعد لنا مكاناً (يو 14 : 2). وقد ورد في المثل أن سفره استمر “زماناً طويلاً”. ويعنى بهذا الفترة مابين الصعود والمجيء الثاني.
وقبل سفره دعا عبيده، وسلمهم أمواله هنا عبارة عبيده تعنى كل البشر من خدامه، بما فيهم الصالح والشرير. وسلمهم أمواله أعطاهم كلهم وزنات سلّم كل إنسان عمله، وما يجب عليه من مسئولياتلقد أعطى الكل بلا إستثناء…غير أن البعض تاجر وربح، والبعض أهمل وزنته ولم يعمل بها. وإن ادعى البعض أنه لم يأخذ، يكفيه نفسه فهي وزنة.
ماهي الوزنــات ؟
  • هي مواهب من الله، ومقدرات، وفرص أعطيت لكل واحدأو هي مسئوليات، كما قيل “أعطى البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين… لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح” (أف 4 : 11، 12).
  • وقد تكون مواهب الروح . كما قيل “أنواع مواهب موجودة. ولكنه لكل واحد يُعطى إظهار الروح للمنفعة ” (1كو12:4،7)ومن بين ذلك: المواهب: كلمة حكمة، كلام علم ، إيمان، مواهب شفاء، عمل قوات، نبوة،تمييزأرواح،ألسنة،ترجمة ألسنة، “قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء” (1كو 12: 8- 11).
  • وقد تكون بركات روحية أو مادية، للخدمة بها: مثل الغنى، العلم، الفهم والذكاء. موهبة صلاة تعليم، تأثير روحي، قدره على الإقناع، قدرة على الإفتقاد. وقد تكون الوزنة هي عقولنا، وقوانا.
  • بل إن أجسادنا وأرواحنا، هي أيضاً وزنات، قال عنها الرسول ” فمجدوا الله في اجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ” (1كو 6 : 20).
  • وقد تكون الوزنة سلطة أعطيت لنا لنستخدمها لملكوت الله .أيها وزنات متنوعة ومتعددة “حسبما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان” (رو12: 3)
ملاحظات هامة:
+ المهم أن يكتشف كل واحد وزناته ويستخدمها. كما أنه على الكنيسة أن تكتشف وزنات المخدومين، وترشدهم في كيفية استخدامها.
+هذه الوزنات أعطيت لنا، لننفذ بها مشيئة الله علىالأرض،وليست للفخروالمجدالباطل أنهم وصلوا للملء
+أعطيت لناالمواهب لمدةمحددةهي االعمرالأرضي كماأنهامواهب يمكن أن تزيدبالحكمةوحسن الاستخدام
+ويجب أن نعرف جيداً، أن كل وزناتنا معطاة لنا من الله .وكما يذكر هذا المثل أن السيد أعطى واحداً
خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة” إذن كلها عطايا منه. وكما يقول الكتاب “كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار” (يع 1 : 17).
+ والمعروف أنه كلما ازدادت وزنات إنسان، تزداد مسئوليته أيضاً .
وكما يقول الكتاب “كل من أعطى كثيراً، يُطلب منه كثير” (لو 12: 48). “والذي يعرف أكثر، يطالب بأكثر
وزنات متنوعــة :
وزنات مختلفة في كميتها وفي نوعيتها : خمس ، وإثنتين، وواحدة، “حسبما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان ” (رو 12 : 3) .
أصحاب الخمس وزنات : هم أصحاب المواهب الفائقة للطبيعة، كالذين أخذوا صنع الآيات والمعجزات ومواهب الروح، أو الذين أخذوا سلطاناً كبيراً من الله مثل الآباء الرسل والأنبياء، وكبار القديسين، وأبطال الإيمان ورؤساء الكنائس. أو أخذوا مسئوليات متعددة مثل القديس بولس الرسول .
أصحاب الوزنات الخمس هم شخصية قليلة في العضوية العامة للكنيسة.
أصحاب الوزنة الواحدة هم المؤمنون العاديون :
أصحاب الوزنتين هم الوضع المتوسط بين أصحاب الخمس وزنات وأصحاب الوزنة الواحدة. هؤلاء لايرتفع قلبهم لأنهم لم يأخذوا خمس وزنات. ولايكتئبون كالذي لم ينل سوى وزنة واحدة. إنهم في وضع متوسط من جهة القدرة ومن جهة نوع العمل أيضاً.من جهة الغنى : ليس عندهم الغنى الهائل، كما كان سليمان الحكيم، وقاده الغنى إلى الرفاهية التي قال فيها ” ومهما اشتهته عيناي، لم أمسكه عنهما” (جا2 : 10). ولا هم في حالة الفقر والعوز مثل لعازر المسكين، الذي كان يشتهى الفئات الساقط من مائدة الغنى” (لو16: 21). بل هم في وضع اقتصادي متوسط.ومن جهة العقلية : لاهم من أصحاب العقليات الكبيرة كالعلماء والفلاسفة، ولاهم من أصحاب عقلية بسيطة كالعوام، لكنهم في وضع متوسط في المواهب البشرية.
حتى في الروحيات، هم في الوضع المتوسط، لاهم في الدرجات الروحية العليا. ولاهم من الناس العاديين. بل هم أبناء للكنيسة ولهم ممارساتهم الروحية وخدماتهم، ومسؤلياتهم الكهنوتية أو العلمانية .
وحينما مدح السيد الذين تاجروا وربحوا، لم يمدحهم بسبب الكمية،وإنما لأن كل منهم صالح وأمين فقال “نعماً أيهاالعبدالصالح.كنت أميناًفي القليل.”(ع 21، ع 23)وقدذكرناأن الرب يعطي مواهب متنوعة في (1كو 12).
على أن الله ليس بظالم في هذا التوزيع، وإنما يقال في مثل الوزنات إنه أعطى “كل واحد على قدر طاقته ” (ع15). وعلى كلٍ :ليس المهم هو كثرة المواهب، إنما كيفية استخدامها لأجل الرب .
كلما أنه في تمثيل أية رواية، ليس المهم نوع الدور الذي يقوم به الممثل،وإنما درجة إتقانه لهذا الدور .
فلا ترتفع قلوبنا إن كانت وزناتنا أكثر،ولا نكتئب إن كانت وزناتنا قليلة
أما كون المواهب متنوعة، فهذا أمر طبيعي ولازم.لأن هذا التنوع يوجد جواً من التكامل نافعاً للخدمة والطبيعة نفسها خلقها الله بهذا التنوع. ولكنه تنوع متناسق .
في الترحيب بالسيد المسيح عند دخوله أورشليم، عبر البعض عن فرحتهم وإجلالهم، بأغصان الزيتون، أو بفرش ملابسهم في الطريق، أو بهتافهم “أوصنا ياابن داود”.
ومثل هذا الاختلاف في نوعيته ، كان حتى بين الرسل والأنبياء.بولس الرسول أخذ وزنة في عقليته الكبيرة، وبطرس الرسول أخذ وزنة في حماسه واندفاعه. ايليا النبي كانت وزنته هي الغيرة المتقدة. وأرميا النبي كانت له وزنة في  الحساسية والدموع. وموسى النبي كانت وزنته هي الوداعة والحلم، بينما أيوب الصديق كانت وزنته هي الاحتمال سليمان أعطى من الله الحكمة، ويوسف ودانيال أعطيا تفسير الأحلام والرؤى. المعمدان وهبه الله إنكار الذات والخدمة القصيرة الزمن العميقة المفعول. وابراهيم أبو الآباء وزنته الإيمان والطاعة
إن المهم ليس نوع الوزنة أو مقدارها، إنما الأمانة في استخدامها.
أيها الصالح والأميــن :
مفتاح هذا المثل كله هو الأمانة في الوزنات المعطاة.
وهذا واضح من قول الرب لكل من صاحب الخمس الوزنات وصاحب الوزنتين: نعماً أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل، فأقيمك على الكثير” (ع21 ، ع 23).
الأمانة في الخدمة هي التي توسع الخدمة.سواء في القليل أو الكثير.لأنه لعل أحدهم يقول “أنا لم آخذ من الله إلا قليلاً، وزنة واحدة! لو كان الله قد أعطاني كذا وكذا، مثل فلان وفلان، لعملت… وعلمت… نقل له : أنت تظن ذلك. وهوذا الكتاب يقول في المثل إن السيد ” أعطى كل واحد على حسب قدرته” (ع15). وحتى لو كنت تاجرت وربحت في الوزنة الواحدة التي أعطاك الله إياها، لكنت قد نلت نفس الطوبى التي نالها صاحب الخمس وزنات .وأعلم أن البعض أخذ خمس وزنات أو وزنتين، وفشل بسبب عدم أمانته.
يهوذا أخذ خمس وزنات، إذ كان واحداً من الإثنى عشر رسولاً، بكل مواهبهم. وتميز بأن الصندوق كان عنده.وكان في العشاء يجلس قريباً من المسيح، ويغمس معه في الصحفة (مر 14: 20). وهلك ! ولم تنفعه وزناته.
بالأمانة ممكن أن الوزنة الواحدة تربح، والقليل المعطى لك يصير كثيراً .
الخادم (الصالح والأمين) يكون صالحاً من جهة روحه، من جهة علاقته بالله. وأميناً في خدمته، واستخدامه لوزناتـه …..
ولكي تكون أميناً، ينبغي أن تعرف الواجب المطلوب منك، وتتممه. وحتى إن كانت لك وزنة واحدة، ستجدها – بأمانتك – تنمو وتكبر. إن أية نار تنفخ فيها سوف تشتعل أكثر.
أنظر إلى الوزنة التي أخذتها. وهل أنت تعمل بها أم لا ؟ وهل تعمل بها من أجل مجد الله وملكوته ؟
لم تعمل بها من أجل الفخر والمجد الباطل، والبحث وراء المديح والكرامة ! أي من أجل نفسك فقط. كإنسان أعطاه الله غنى، يستخدمه لأجل نفسه ! أو أعطاه الله موهبة عقلية أو فنية، فيستخدمها لأجل نفسه فقط. المهم أن تتاجر بوزنتك وتربح، لملكوت الله. فما معنى عبارة تتاجر وتريح “؟ وما أهميتها ؟ .
صاحب الوزنة الواحـــدة :
صاحب الوزنة الواحدة لم يقل الكتاب إنه فقد وزنته أو أساء استخدامها. إنما كل ذنبه أنه لم يتاجر بها ويربح
لأن الروحيات ليس لها الجانب السلبي فقط، بمعنى إنني لا أفقد وزنتي… بل لها العنصر الإيجابي أي أن أعمل بها خيراً. صاحب الوزنة الواحدة لم يستخدمها في الشر، وأيضاً لم يعمل بها خيراً. لذلك عاقبه الله. لماذا ؟ لأنه لم يتاجر ويربح.
عبارة (تتاجر بها وتربح) تنطبق على الكل، وبولس الرسول كمثال :
أنظر كم من الوزنات كانت له ؟ هذا الذي اختطف إلى السماء الثالثة (2كو 12: 2). والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15 : 10). والذي تحمل آلاماً أكثر من جميعهم (2كو 11) والذي كتب 14 رسالة… ومع ذلك يقول “لست أحسب أنني قد أدركت أو صرت كاملاً … ولكنني أفعل شيئاً واحداً … أنسى ماهو وراء، وأمتد إلى ماهو قدام. أسعر نحو الغرض” (في 3: 13) أي أنه لايزال يتاجر ويربح .
وكيف يربح ؟ يقول إنه صار لليهودي كيهودي ليربح اليهود. وصار للذين بلا ناموس كأنه بلا ناموس، ليربح الذين بلا ناموس. بل يقول ” صرت للكل كل شيء، لكي أخلص على كل حال قوماً ” (1كو 9 : 19- 22).
أعطاك الله وزنة . لابد أن تتاجر بها وتربح . تنفع بها الكنيسة والمجتمع، وتنفع بها نفسك.
أما الذي لايصنع بوزنته خيراً، فهو ليس أهلاً للشركة مع الله. لأن الله صانع الخيرات “يجول ويصنع خيراً ” (أع 10 : 38).
لابد أن تكون أيضاً صانع خيرات، على قدر ما أعطيت من وزنات. تتاجر وتتعب وتربح. وكل واحد “سينال أجرته بحسب تعبه ” (1كو 3 :8). وقد قال الرسول كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب ” (1كو15:58).
مكافأتنا في السماء، ستكون بمقدار ماتاجرنا وتعبنا وربحنا.
والدينونة في الأدبية لاتكون على الذين حاولوا وفشلوا. بل بالأكثر على الذين لم يحاولوا. ومشكلة صاحب الوزنة الواحدة، أنه لم يحاول. بل أخذها ودفنا واخفاها (ع18) .
أنت إذن تتاجر، والله هو الذي يدبر الربح.أنت تغرس وتسقى. والله هو الذي ينمي ” (1كو 3 :7).
لماذاعليك أن تتاجر وتربح بوزنتك؟لأنه يقول :كل شجرة لاتصنع ثمراً، تقطع وتلقى في النار(مت 3 : 10).
لاتحاول أن تلتمس لنفسك اعذاراً، كما فعل صاحب الوزنة الواحدة. كل مافي الطبيعة يعمل عملاً حتى الملائكة، ماعدا الإنسان الذي يهمل ويختفى وراء مبررات ! !
عالمنا ليس ملعباً نلهو فيه، ولا هو مخدعاً ننام به ! بل هو حقل ينبغي أن يمتلىء بالثمار. عيب صاحب الوزنة الواحدة كان في داخله، لأنه كسول لايعمل. صدقوني لو أعطاه الرب خمس وزنات، كان دفنها أيضاً .
وعينه أيضاً في فكرته السيئة عن الله. يقيول للرب : عرفت أنك إنسان قاسٍ . تحصد من حيث لاتزرع “أسلوب غير مؤدب… يقدم أعذاراً واعذاره خطايا. إنه ينسب لنفسه المعرفة، ويدين الله نفسه. وفي قلبه التذمر والانتقاد .عجيب أن أكثر الناس تذمراً وانتقاداً، هم أقلهم عملاً .
المفروض أنك لاتنظر إلى ما عندك إنه قليل. بل تكون أميناً في استخدامه ليصير كثيراً. وعموماً ما لاتستخدمه ، تكون عرضة أن تفقده .