Saturday, March 26, 2011

المبادرة المسيحية لإحياء روح الحضارة الإسلامية: مشروع "أندلس الجديدة " م

المبادرة المسيحية لإحياء روح الحضارة الإسلامية: مشروع "أندلس الجديدة " م

by Mina Adly Younan on Saturday, March 26, 2011 at 12:41pm ·
الداء والدواء

أنا أؤمن أن لكل داء دواء، ولكل مشكلة حل، ولكل هدف طريق...
كما أؤمن أن الشعوب طبائع وأن الطبائع تترسخ عبر الزمن...
وكلما وجدت الحاجة، وجدت معها وسائل الإشباع
.
.
.

في مصر الآن حاجة ملحة إلي نظام جديد يرضي جميع المصريين ويتفق مع معتقداتهم ويشبع طموحاتهم.
لنتفق أولا أن هناك مشكلة متأصلة في مصر بين المسيحيين والمسلمين ظهرت منذ بضعة عقود ومازالت تتفشى وتتأجج، المضحك في الأمر أن المشكلة ليست بسبب الدين المسيحي ولا الدين الإسلامي، بل العكس تماما، فسبب المشكلة هو عدم وضع الدين – أيا كان – نصب أعيننا والتصرف من خلاله.

طبيعة الحب في المسيحية

تقوم المسيحية وترتكز على رد السيد المسيح على أحد شيوخ اليهود عندما سأله "ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية" فأجابه يسوع: "تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك" فسأله الرجل: "ومن هو قريبي؟" فأجابه المسيح بقصة السامري الصالح وملخصها أن شخصا من منطقة تدعى السامرة ساعد رجلا يهوديا كان جريحا وملقيا على الطريق وقدم له كل الرعاية والخدمة والاهتمام رغم العداء بين الطائفتين.  إذا، فالمسيحية ترتكز على المحبة المطلقة والتي تصل إلي محبة حتى الأعداء، والآيات كثيرة:
-             "سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم... لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم؟!"
-         "المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير."
-         "المحبة لا تصنع شرا للقريب. فالمحبة هي تكميل الناموس"
-         "المحبة تتانى وترفق. المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ  ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء  ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق  وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا. واما النبوات فستبطل والالسنة فستنتهي والعلم فسيبطل."

رسالة المسيحي الحقيقي على الأرض

ليس هذا فقط، بل امتدت رسالة السيد المسيح -عيسى بن مريم - لتتعدى محبة الآخرين المطلقة لتصل إلي حد التخلي عن ملذات العالم وشهواته والتضحية بالذات وتكريس الحياة على الأرض لخدمة الآخرين دون البحث عن مناصب أو رتب أو أملاك،
-         يقول المسيح: اكبركم يكون خادما لكم. فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
-         اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل وخادما للكل
-         وقال انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم وان عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم. بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما. ومن اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا. لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين
-         وعن المال قال المسيح: ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني
-         وقال أيضا: سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سالك فاعطه. ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده
-         ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم. باركوا لاعنيكم. وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم. من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا. ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا. وكل من سالك فاعطه. ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه. وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا. وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم. واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا. وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار.
هل المسيحية ديانة؟ 

لم يذكر أي نص انجيلي عن المسيح أنه وضع ديانه ديانة بل وضع المؤمنين أنفسهم - بتعاليمه - في اتجاه فكري معين يعيشون فيه، علمهم اسلوب حياة غير مشروط، قواعده بسيطة ومحدده وتفاصيله متروكه لصاحب الشأن وللمواقف.
-         لم يحرم المسيح طعاما أو شرابا
-         لم يفرض صلاة أو صوما بل دعا الناس للصلاة كل حين مرددين أن يملك الله على حياتهم ويجعلهم أبرارا، وإن أراد احدا أن يصلي أو يصوم ايا كانت عبادته فيجب أن يصلي الي الله العلي وليس ليظهر للناس تقواه وورعة لذلك فهو لم يشترط أن تكون الصلاة لا في مكان معين ولا في زمان ما بل المهم أن تكون بالروح والحق
-         لم يرفض المسيح الأديان الآخرى ولم يحاربها كما يدعى البعض فهو بنفسه الذي قال: "ما جئت لأنقض بل لأكمل" والمحبة في المسيحية "تقبل كل شئ"


مطالب مسيحية غير مسيحية

للأسف منذ نعومة أظافري وأنا اسمع عبارة حقوق الأقباط، أو حقوق المسيحيين، والحقيقة أنني لا أفهمها بصفتي مسيحي، فالمسيحي الحقيقي ليس له حقوقا على الأرض كمسيحي والآيات السابق سردها وغيرها الكثير، وحياة المسيح نفسه وكل رسله وتلاميذه كافية لتأكيد ذلك، أما كمواطن مصري فشعوري متناقض بين تمييزيحرمني حقوقا مادية بصفتي الدينية وبين نفس الدين الذي يخبرني بأن هذا هو الطريق الصحيح مادمت مسيحيا.
المسيحيون في مصر يطالبون بحقوق سياسية وتشريعية وسلطوية تشييدية ونسوا أن "لأنهم مسيحيون" لا يجب أن يهتموا بمثل هذه المطالب، ولكن أهي حق لهم كمواطنين مصريين؟ هنا تكمن المشكلة
وهنا يأتي دور المسلمين... فشركاء المسيحيين في الوطن من حسن حظهم مسلمينا، ولمن يجهل الاسلام فهو دين عدل وحق ورحمة وتسامح وواحد من أعرق الحضارات الأنسانية التي شهدها التاريخ.
فهل سيسطيع مسلمو مصر والقرن الحادي والعشرين إعادة إحياء الحضارة الاسلامية القديمة التي اتسمت بالقوة والتسامح في نفس الوقت وروح التنوير والتثقيف التي أنارت جامعات ومعاهد ومدارس العالم كله؟
هل يفهم المسلمون الآن في مصر الاسلام الحقيقي بعد أن فشل منهم الكثيرين في نقل صورته الحقيقية للعالم الغربي، فظهرالاسلام للغرب على يد جهلاء إرهابيين ومخربين ودمويين لا ينتمون للحضارة الاسلامية بصلة؟

علاقة الاسلام بباقي الأديان:

الإسلام بحسب إيمان المسلمين لا يعترض ولا يتناقض مع الرسالة المسيحية فهو الاستسلام لله، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماً لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام .
وله أركان خمسة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع .
( إذا إخذنا كلمة الإسلام بمعناها القرآني نجدها لاتدع مجالاً لهذا السؤال عن العلاقة بين الإسلام وبين سائر الأديان السماوية ، فالإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء ، وانتسب إليه كل اتباع الأنبياء )
هل الاسلام هو ناسخٌ لما قبله من الاديان؟ هل ان الشرائع السماوية التي مهدت للاسلام يمكن الاستغناء عنها بعد مجيئه ام انها ركيزة اساسية له وتقع ضمنه؟ هذا ما تناوله الكاتب وضّاح صائب في مقالته الرائعة بعنوان "ما هو الإسلام"، حيث يُجيب عنها من خلال آيات القرآن الكريم في مقاربة لافتة ومهمة.
"ومَن يبتغي غيرَ الاسلام ديناً فلن يُقبل منه" و "إنَّ الدينَ عند الله الإسلام".
في الموروث الإسلامي المستند إلى السلف الصالح، يعتبر الإسلام هو الدين الذي بلَّغه محمد(ص)، فمّن اتبعه كان مسلماً، ومّن لم يتبعه كان كافراً، وأن ديانات التوحيد الأخرى كاليهودية والمسيحية لم تعد مقبولة لدى الله عز وجل بمجرد بدء الرسالة المحمدية، مما يستتبع مآل أتباعها إلى جهنّم، في حين ستبقى الجنّة محجوزة لأتباع الرسالة المحمديّة فقط...
أكثر من ذلك، وأخطر من ذلك، تختلف الفرق الإسلاميّة فيما بينها، وتدعي كلٌّ منها امتلاكها للإسلام الحقّ، دون غيرها...
ما مدى صحّة هذا الفهم؟
هل سيذهب أربعة أخماس سكان الأرض، على امتداد الزمان، منذ عام 620 ميلادية، حتى يوم القيامة إلى جهنّم، حتّى لو آمنوا بالله حسب معتقداتهم، وعملوا صالحاً؟ ألا يتعارض هذا مع عدل الله جلَّ وعلا؟
ما ذنب سكّان سيبيريا، أو الصين، أو غيرهم ممن لم تصلهم دعوة محمد (ص)؟ هل يحشرون في النار لمجرد أنَّهم لم يخلقوا في الجزيرة العربية أو جوارها؟ ولم تتح لهم فرصة معرفة هذا الدين؟ ألم يقل الله في محكم كتابه "وما كنّا مهلكي قرية حتى نبعث فيهم نبيّاً.."؟ وما جدوى الصلوات التي يتوجه بها أتباع الديانتين اليهودية والمسيحية إلى ربِّهم؟ هل يقبلها الله أم يعرض عنها، وهو القائل "ادعوني أستجب لكم"؟
وهل سيذهب المسيحيون الصالحون الذين توفاهم الله قبل البعثة المحمدية بسنة واحدة إلى الجنَّة، في حين يذهب مَن مات بعد سنتين أو ثلاثة إلى النار، لمجرد أنَّ الله مدَّ بعمره بضع سنين فعاصر الدعوة؟
كان محمد(ص) خاتم الأنبياء، أي آخرهم، فإذا كان ما بشَّر به هو الإسلام، دون غيره من الديانات، فكيف نفهم كلام الله عن كلَّ أنبيائه ورسله منذ نوح أنَّهم مسلمون؟ مع أنَّهم جميعاً سبقوا الدعوة المحمدية؟ هنا بعض الآيات التي وردت في القرآن الكريم ونزلت في الأنبياء والحكام الذين جاؤوا قبل الاسلام:

1. نوح عليه السلام: "..فإن توليتم فما سألتكم من أجر، إنَّ أجري إلاَّ على الله، وأُمِرتُ أن أكونَ من المسلمين* فكذّبوه فنجيناه ومَن معه في الفلك..." سورة يونس 72/73.
2. ابراهيم عليه السلام: "..ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانيّاً، ولكن كان مسلماً.." سورة آل عمران 67.
3. لوط عليه السلام: "..فأخرجنا مَن كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غيرَ بيت من المسلمين" سورة الذاريات 35/36
4. يعقوب عليه السلام: "ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بَني إنَّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون" سورة البقرة 132.
5. يوسف عليه السلام: "رب قد آتيتني من المُلك وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توَفَني مسلماً وألحقني بالصالحين" سورة يوسف 101.
6. موسى عليه السلام (على لسان سحرة فرعون): "وما تنقم منّا إلاَّ أن آمنا بآيات ربّنا لما جاءتنا، ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين" سورة الأعراف 126، وهناك آية أخرى تقول: "إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيّون الذين أسلموا.." سورة المائدة 44.
7. فرعون: "وجاوزنا بني إسرائيل البحر، فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنتُ أنَّه لا إله إلاَّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" سورة يونس 90.
8. عيسى المسيح عليه السلام: "فلمَّا أحس عيسى منهم الكفر، قال مَن أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله واشهد بأنَّا مسلمون" سورة آل عمران 52.
كل هؤلاء ومَن تبعهم سمَّاهم الله مسلمين ورضي عنهم، وجعل مآلهم إلى الجنَّة، فهل غيَّر الله (حاشاه) موقفه منهم ومن تابعيهم بدءاً من العام 620 ميلادي؟ بالطبع لا... يقول الله:
"إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" سورة البقرة 62.

لمَّا كان الدين عند الله هو الإسلام، ولا يقبل الله إلاّ الإسلام ديناً، وسمّى الله كلَّ هؤلاء مسلمين، دون أن يقصره على أتباع محمد(ص)، فما هو التعريف الصحيح للإسلام؟ ومَن هو المسلم؟
المسلم هو الشخص الذي حدّده الله في الآية الأخيرة (سورة البقرة 62) والتي تقول: "مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً"، كما أكّد ذلك تكراراً في العديد من الآيات:
"ومَن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنّي من المسلمين" سورة فصلت 33، "ومَن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن.." سورة النساء125، و"قل إنَّما يوحى إليَّ إنَّما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون" سورة الأنبياء 108.
ألا تدلنا هذه الآيات أن المسلم هو كل مَن آمن بالله الواحد، وباليوم الآخر /البعث والحساب/، وعمل صالحاً وأحسَن إلى عباد الله؟
ثم، أليست الآيات قاطعة في أن مَن لم يعمل صالحاً ولم يحسن فهو غير مسلم، حتى لو صلّى وصام وأدى ما اعتبره فقهاء السلف (أركاناً للإسلام) في عمليّة شوّهت الدين وحنّطته في قالب أداء طقوس وشعائر فقط؟
لماذا لم يقل الله مَن أحسن ديناً ممَن صلى وصام حسب السنة المحمدية حصراً؟ أليس هو القائل، وقوله الحق:
"ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إنّي معكم لئن أقمتم الصلوة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزّزتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفّرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنّكم جنات تجري من تحتها الأنهار، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السبيل" سورة المائدة 12. اذاً لماذا ركَّز القرآن الكريم على العودة بالجذور إلى ملّة ابراهيم الحنيفية؟ ولماذا فرض الايمان بالأنبياء والرسل الآخرين، واعتبر كتبهم مقدسة من ذات المصدر الإلهي الجليل؟ ومن هذه الآيات:
"قل آمنّا بالله وما أنزل علينا، وما أنزل على ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى والنبيّون من ربّهم ، لا نفرّق بين أحد منهم، ونحن له مسلمون" و "..وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان"..
لا يفرّق المسلم الواع بين أحد من هؤلاء الأنبياء والرسل، وهو مسلم لكل منهم... أي أنَّ كل منهم حمل رسالة الإسلام، وجاء محمد (ص) ليختمها ويتمّها، لا ليؤسسها ناسخاً ما قبله، وهو ما تؤكده الآيتين الكريمتين: "إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، وأوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا ورسلاً قد قصصنا عليك من قبل، ورسلاً لم نقصصهم عليك، وكلَّم الله موسى تكليما رسلاً مُبَشِرين ومُنذرين لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً" سورة النساء 163/165، و "اليوم أكملت لكم دينكم (الإسلام الذي بدأ بنوح، وتواصل مع الرسل الآخرين)، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً".
ولماذا خاطب الله محمد(ص) في سورة السجدة بقوله: "آلم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه ، بل هو الحق من ربِّك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلَّهم يهتدون"(1-3)؟
أليس القوم الذين لم يأتهم نذير هم مشركو الجزيرة العربية، والمشركون الآخرون، دون أن ينطبق ذلك على الأقوام التي أتاها رسل الله من قبل، كأتباع موسى وعيسى؟
ألم يفرِّق الرسول محمد(ص) بين المشركين وبين أهل الكتاب؟ لم يلزم الرسول كتابيّاً باتِّباعه، وترك أهل الكتاب على أديانهم، وفرض عليهم الجزية التي هي ضريبة تقابل الزكاة التي يؤديها المسلم، ودون أن يفرض عليه القتال والجهاد؟

والخلاصة، المسلم هو كل مَن آمن بالله وبرسله وباليوم الآخر، وعمل صالحاً، سواء كان على دين محمد أو موسى أو عيسى، وصام وصلّى وزكّى وذكر ربَّه على شعائر أحدهم، فالجنَّة مفتوحة لكل هؤلاء... والجهاد في سبيل الله هو على المشركين لا على أهل الكتاب والموحدّين.... وقد بات ضروريّاً أن يعيد المسلمون النظر في مفهوم الجهاد انطلاقاً من هذه الرؤية...
لا فرق بين مسلم ومسيحيّ ويهوديّ، وابراهيمي ضمن هذا المفهوم... ولا تكفير لهؤلاء ولا لتابعي المذاهب والشيَع طاما التقوا على الجوهر... ثمَّ..."إنَّ ربَّك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون" سورة السجدة 25.
أليس من الخفة أن نصّر على تغييب هذا المفهوم؟ ألم يئنِ الأوان لنبذ كل خلاف ديني، ومذهبي، ومعتقدي، طالما أن الجميع مسلمون تبعاً لكلام الله؟

الاسلام دينا ودولة: 

من الأخطاء الشائعة للأسف أن تجد الكثيرين ومنهم علماء واساتذة يقارنون بين الاسلام والمسيحية كما لو أنهم دينين، في حين أن العلاقة بينهما تكميلية وليست علاقة مقارنة أو تضاد فكما ذكرت سابقا فان المسيح لم يترك دينا بمفهوم المؤسسات بل مبادئ واضحة يعيش بها الانسان في أي ظرف ومكان وزمان، أما الاسلام فهو دين بالمفهوم معني بوضع نظام عام متكامل يحدد للانسان ما يجب أن يفعله منذ أن يستيقظ وحتى ينام كي يضمن له السير في الإتجاه الصحيح وتجنب الوقوع في الذلات والأخطاء.
يقول الكاتب مروان حامد إنَّ الإسلامَ الحنيف هو الدين الخاتم للديانات جميعا و هو الدين الوحيد الذي جمع جوانب الحياة جميعا ، وما ترك جانباً من جوانبها إلا واعتبره .
بمعنى شَمِلَهُ وأعطاه اهتماماً خاصاً ، وأفرد له الأهميةَ القصوى، ففي الإسلام لا انفكاك لشريعةٍ عن عقيدةٍ ولا لعبادةٍ عن عملٍ وايما انفكاك لبعض تلك المترابطات هو انفراط للعقد العاقد للدين ، فالدينُ كلٌ متكامل لا يجوز البتة الفصل بين فصوله فلا فائدة للعبادة في الإسلام إذا ما انفصلت عن الحياة ولم ترتبط بمسلكية صالحة
فمثلا يبطل معنى الصلاة في الإسلام إذا لم ترتبط بقوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) فلا تمام للصلاة إلا بآثارها وإلا تصبح مجرد حركات بلا معانٍ ومضيعة للوقت وحجة على صاحبها أمام الله سبحانه وتعالى
أسوق هذا الكلام حتى يتيقن القاريء الكريم أهمية الحياة في الإسلام وحرصه على إصلاحها لدرجة انه قرنها ( الحياة ) بالصلاة والعبادة
فأي اعتبارٍ للحياة فوق هذا الاعتبار ؟ أيُّ اعتبارٍ للحياة فوق الاعتبار الإلهي لها ؟
هذا الاعتبار الذي قرنها بعبادته بل جعل الحياة في جوانبها وصورها وطرائقها هي العبادة ذاتها ، إن هذا الكلام فيه إشارة للمتمسكين بقشور الحياة بعيدا عن إنسانيته فالحياة عندهم بلا عمق ، سطحية بلا دين ولا عبادة تقوم على الأنانية النكدة ، تقوم على النكد القائل أن الغاية تبرر الوسيلة
ثانيا : الصيام ... حيث تتجلى فيه إنسانية الإنسان فيلامس فطرته عند كل جوعةٍ وعطشة ، يلامس عواطفه وإنسانيته فيقف مع نفسه وفطرته على المحك ليتذكر جوع الجوعانين وعطش العطشانين وفقر الفقراء مقابل ذلك ليعلم الناس أن الشهر الفضيل (رمضان) هو شهر المثابرة والجهد شهر العطاء والبذل هذا ما أفادنا به التاريخ فالناظر عبر بوابة التاريخ و التراث يرى هذا التقليد الدائم ففي رمضان كانت كبريات الفتوحات والمعارك وكان على رأسها ( فتح بدر ) هذا الفتح العظيم الذي فرق الحق عن الباطل حيث ان هذه المعركة فتحت الطريق للإسلام لينطلق بدعوته عبر الآفاق ، وفي رمضان كان فتح مكة و معركة القادسية ومعركة عين جالوت وحطين و فتح بلاد الأندلس
ومن ثم حرب أكتوبر حيث تنسم العرب والأمة نسائم النصر وهذا الكلام يقال للبرهنة مرة أخرى على أن الحياة والعبادة في الإسلام في ميزان واحد لا انفكاك لأحدٍ منهما عن الآخر البتة

كيف كانت علاقة المسلمين والمسيحيين في أبهى عصور الحضارة الإسلامية؟

في كتابه الشيق " الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ العربي" يقول الباحث والشاعر عبد المعين الملوحي أن المجتمعات العربية الإسلامية والمسيحية، عرفت عبر تاريخها الطويل علاقات اجتماعية وإنسانية متميزة، إذ انفتح الإسلام على المسيحية وحافظ على حرمة المسيحيين، واحترم علاقاتهم وعاداتهم ومعتقداتهم، ولم يشعر المسيحيون بالخطر على معتقداتهم مع مجيء الإسلام، إذ تثبت النصوص التاريخية الكثيرة أن المسيحيين وقفوا من المسلمين موقفاً ودياً، وحموا المسلمين الذين هاجروا إلى ديارهم فراراً من المشركين من أهل مكة، ويذكر الطبري في تاريخه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه الذين تعرضوا لأذى المشركين:« لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإنّ فيها ملكاً لا يُظلم أحد عنده، وهي أرض صدقٍ حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه.» , وقد قام النصارى بحماية المسلمين مرة أخرى في الهجرة الثانية إلى الحبشة.
وقد تعدّت العلاقات الإسلامية المسيحية نطاق التعامل الاجتماعي والإنساني، والعلاقات الوديّة القائمة على احترام المعتقدات والآراء، لتصبح أكثر حميمية، إذ نشأت بين الرجال والنساء في المجتمعين الإسلامي والمسيحي علاقات حب قوية أدّت في بعض حالاتها إلى الزواج، وكان لهذه العلاقات دور في امتزاج المجتمعين الإسلامي والمسيحي، وبالتالي دور في بنية هذين المجتمعين على المستوى الإنساني والحضاري والاجتماعي والثقافي.

قصة القبطي مع عمرو بن العاص
عندما كان عمرو بن العاص واليا على مصر في عهد الخليقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام ابن عمرو بن العاص بضرب ابن مواطن قبطي بالسوط وقال له: أنا ابن الأكرمين! فما كان من القبطي إلا أن ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة وشكا إليه، فاستدعى الخليفة عمرو بن العاص وابنه، وأعطى السوط لابن القبطي وقال له: اضرب ابن الأكرمين، فلما انتهى من ضربه التفت إليه عمر وقال له: أدرها على صلعة عمرو فإنما ضربك بسلطانه، فقال القبطي: إنما ضربتُ مَن ضربني . ثم التفت عمر إلى عمرو وقال كلمته الشهيرة: "يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"


الأمل في مصر الغد  = اسلام حقيقي + مسيحية حقيقية

إن كان الوضع الحالي في مصر يشير إلي رغبة الأغلبية الساحقة من المصريين في عودة الحياة إلي عهد الدولة الاسلامية بحضارتها وسموها ليثبتوا للعالم كيف تكون الحضارة وكيف يجب أن تزدهر الشعوب في ظل هذه الفوضى العالمية من مشاكل اقتصادية وتحالفات شيطانية وهيمنة رجال المال على شعوب العالم وإذلالها، فلماذا لا يشاركهم الأقباط حلمهم كمسيحيين حقيقيين واعين وفاهمين دينهم بجد بدلا من الوقوف أمامهم والخوف منهم مستندين على القوى العلمانية واللادينية والتي أثبتت ضعفها وتشتتها وعدم قدرتها على التأثير في عقول المصريين الدينية بطبعها منذ عهد الفراعنة.

بداية الحركة

سأبدأ بنفسي كمسيحي مصري
سأتنازل كمسيحي عن كل حقوقي السياسية في مصر
لن أسعى أو اتنافس على سلطة أو منصب
لن يهمني أن حصلت على أملاك أو مقتنيات
سأركز فقط على أن أحيا كمسيحي حقيقي خادما وفيا لأخي المسلم أساعده كلما احتاجني وأقدم له كل الحب والبذل والعطاء
سأساعد المسيحين ليعودا مسيحيين حقيقيين كما علمهم السيد المسيح
وسأساعد المسلمين ليعودوا مسلمين حقيقيين كما علمهم الرسول الكريم محمدا عليه الصلاة والسلام.

هل من أحد يقف بجانبي لنحقق هذا الحلم سويا؟ أم سيبقى حلما إلي الأبد وسيظل الصراع قائما معه إلي الأبد دون داع أو دافع


Friday, March 25, 2011

المبادرة المسيحية لإحياء روح الحضارة الإسلامية: مشروع "أندلس الجديدة " م

المبادرة المسيحية لإحياء روح الحضارة الإسلامية:  مشروع "أندلس الجديدة "


الداء والدواء

أنا أؤمن أن لكل داء دواء، ولكل مشكلة حل، ولكل هدف طريق...
كما أؤمن أن الشعوب طبائع وأن الطبائع تترسخ عبر الزمن...
وكلما وجدت الحاجة، وجدت معها وسائل الإشباع
.
.
.

في مصر الآن حاجة ملحة إلي نظام جديد يرضي جميع المصريين ويتفق مع معتقداتهم ويشبع طموحاتهم.
لنتفق أولا أن هناك مشكلة متأصلة في مصر بين المسيحيين والمسلمين ظهرت منذ بضعة عقود ومازالت تتفشى وتتأجج، المضحك في الأمر أن المشكلة ليست بسبب الدين المسيحي ولا الدين الإسلامي، بل العكس تماما، فسبب المشكلة هو عدم وضع الدين – أيا كان – نصب أعيننا والتصرف من خلاله.

طبيعة الحب في المسيحية

تقوم المسيحية وترتكز على رد السيد المسيح على أحد شيوخ اليهود عندما سأله "ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية" فأجابه يسوع: "تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك" فسأله الرجل: "ومن هو قريبي؟" فأجابه المسيح بقصة السامري الصالح وملخصها أن شخصا من منطقة تدعى السامرة ساعد رجلا يهوديا كان جريحا وملقيا على الطريق وقدم له كل الرعاية والخدمة والاهتمام رغم العداء بين الطائفتين.  إذا، فالمسيحية ترتكز على المحبة المطلقة والتي تصل إلي محبة حتى الأعداء، والآيات كثيرة:
-             "سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم... لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم؟!"
-         "المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير."
-         "المحبة لا تصنع شرا للقريب. فالمحبة هي تكميل الناموس"
-         "المحبة تتانى وترفق. المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ  ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء  ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق  وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا. واما النبوات فستبطل والالسنة فستنتهي والعلم فسيبطل."

رسالة المسيحي الحقيقي على الأرض

ليس هذا فقط، بل امتدت رسالة السيد المسيح -عيسى بن مريم - لتتعدى محبة الآخرين المطلقة لتصل إلي حد التخلي عن ملذات العالم وشهواته والتضحية بالذات وتكريس الحياة على الأرض لخدمة الآخرين دون البحث عن مناصب أو رتب أو أملاك،
-         يقول المسيح: اكبركم يكون خادما لكم. فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
-         اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل وخادما للكل
-         وقال انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم وان عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم. بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما. ومن اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا. لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين
-         وعن المال قال المسيح: ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني
-         وقال أيضا: سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سالك فاعطه. ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده
-         ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم. باركوا لاعنيكم. وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم. من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا. ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا. وكل من سالك فاعطه. ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه. وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا. وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم. واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا. وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار.

هل المسيحية ديانة؟

لم يذكر أي نص انجيلي عن المسيح أنه وضع ديانه ديانة بل وضع المؤمنين أنفسهم - بتعاليمه - في اتجاه فكري معين يعيشون فيه، علمهم اسلوب حياة غير مشروط، قواعده بسيطة ومحدده وتفاصيله متروكه لصاحب الشأن وللمواقف.
-         لم يحرم المسيح طعاما أو شرابا
-         لم يفرض صلاة أو صوما بل دعا الناس للصلاة كل حين مرددين أن يملك الله على حياتهم ويجعلهم أبرارا، وإن أراد احدا أن يصلي أو يصوم ايا كانت عبادته فيجب أن يصلي الي الله العلي وليس ليظهر للناس تقواه وورعة لذلك فهو لم يشترط أن تكون الصلاة لا في مكان معين ولا في زمان ما بل المهم أن تكون بالروح والحق
-         لم يرفض المسيح الأديان الآخرى ولم يحاربها كما يدعى البعض فهو بنفسه الذي قال: "ما جئت لأنقض بل لأكمل" والمحبة في المسيحية "تقبل كل شئ"

مطالب مسيحية غير مسيحية

للأسف منذ نعومة أظافري وأنا اسمع عبارة حقوق الأقباط، أو حقوق المسيحيين، والحقيقة أنني لا أفهمها بصفتي مسيحي، فالمسيحي الحقيقي ليس له حقوقا على الأرض كمسيحي والآيات السابق سردها وغيرها الكثير، وحياة المسيح نفسه وكل رسله وتلاميذه كافية لتأكيد ذلك، أما كمواطن مصري فشعوري متناقض بين تمييزيحرمني حقوقا مادية بصفتي الدينية وبين نفس الدين الذي يخبرني بأن هذا هو الطريق الصحيح مادمت مسيحيا.
المسيحيون في مصر يطالبون بحقوق سياسية وتشريعية وسلطوية تشييدية ونسوا أن "لأنهم مسيحيون" لا يجب أن يهتموا بمثل هذه المطالب، ولكن أهي حق لهم كمواطنين مصريين؟ هنا تكمن المشكلة
وهنا يأتي دور المسلمين... فشركاء المسيحيين في الوطن من حسن حظهم مسلمينا، ولمن يجهل الاسلام فهو دين عدل وحق ورحمة وتسامح وواحد من أعرق الحضارات الأنسانية التي شهدها التاريخ. 
فهل سيسطيع مسلمو مصر والقرن الحادي والعشرين إعادة إحياء الحضارة الاسلامية القديمة التي اتسمت بالقوة والتسامح في نفس الوقت وروح التنوير والتثقيف التي أنارت جامعات ومعاهد ومدارس العالم كله؟
هل يفهم المسلمون الآن في مصر الاسلام الحقيقي بعد أن فشل منهم الكثيرين في نقل صورته الحقيقية للعالم الغربي، فظهرالاسلام للغرب على يد جهلاء إرهابيين ومخربين ودمويين لا ينتمون للحضارة الاسلامية بصلة؟

علاقة الاسلام بباقي الأديان:

الإسلام بحسب إيمان المسلمين لا يعترض ولا يتناقض مع الرسالة المسيحية فهو الاستسلام لله، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماً لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام .
وله أركان خمسة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع .
( إذا إخذنا كلمة الإسلام بمعناها القرآني نجدها لاتدع مجالاً لهذا السؤال عن العلاقة بين الإسلام وبين سائر الأديان السماوية ، فالإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء ، وانتسب إليه كل اتباع الأنبياء )
هل الاسلام هو ناسخٌ لما قبله من الاديان؟ هل ان الشرائع السماوية التي مهدت للاسلام يمكن الاستغناء عنها بعد مجيئه ام انها ركيزة اساسية له وتقع ضمنه؟ هذا ما تناوله الكاتب وضّاح صائب في مقالته الرائعة بعنوان "ما هو الإسلام"، حيث يُجيب عنها من خلال آيات القرآن الكريم في مقاربة لافتة ومهمة.
"ومَن يبتغي غيرَ الاسلام ديناً فلن يُقبل منه" و "إنَّ الدينَ عند الله الإسلام".
في الموروث الإسلامي المستند إلى السلف الصالح، يعتبر الإسلام هو الدين الذي بلَّغه محمد(ص)، فمّن اتبعه كان مسلماً، ومّن لم يتبعه كان كافراً، وأن ديانات التوحيد الأخرى كاليهودية والمسيحية لم تعد مقبولة لدى الله عز وجل بمجرد بدء الرسالة المحمدية، مما يستتبع مآل أتباعها إلى جهنّم، في حين ستبقى الجنّة محجوزة لأتباع الرسالة المحمديّة فقط...
أكثر من ذلك، وأخطر من ذلك، تختلف الفرق الإسلاميّة فيما بينها، وتدعي كلٌّ منها امتلاكها للإسلام الحقّ، دون غيرها...
ما مدى صحّة هذا الفهم؟
هل سيذهب أربعة أخماس سكان الأرض، على امتداد الزمان، منذ عام 620 ميلادية، حتى يوم القيامة إلى جهنّم، حتّى لو آمنوا بالله حسب معتقداتهم، وعملوا صالحاً؟ ألا يتعارض هذا مع عدل الله جلَّ وعلا؟
ما ذنب سكّان سيبيريا، أو الصين، أو غيرهم ممن لم تصلهم دعوة محمد (ص)؟ هل يحشرون في النار لمجرد أنَّهم لم يخلقوا في الجزيرة العربية أو جوارها؟ ولم تتح لهم فرصة معرفة هذا الدين؟ ألم يقل الله في محكم كتابه "وما كنّا مهلكي قرية حتى نبعث فيهم نبيّاً.."؟ وما جدوى الصلوات التي يتوجه بها أتباع الديانتين اليهودية والمسيحية إلى ربِّهم؟ هل يقبلها الله أم يعرض عنها، وهو القائل "ادعوني أستجب لكم"؟
وهل سيذهب المسيحيون الصالحون الذين توفاهم الله قبل البعثة المحمدية بسنة واحدة إلى الجنَّة، في حين يذهب مَن مات بعد سنتين أو ثلاثة إلى النار، لمجرد أنَّ الله مدَّ بعمره بضع سنين فعاصر الدعوة؟
كان محمد(ص) خاتم الأنبياء، أي آخرهم، فإذا كان ما بشَّر به هو الإسلام، دون غيره من الديانات، فكيف نفهم كلام الله عن كلَّ أنبيائه ورسله منذ نوح أنَّهم مسلمون؟ مع أنَّهم جميعاً سبقوا الدعوة المحمدية؟ هنا بعض الآيات التي وردت في القرآن الكريم ونزلت في الأنبياء والحكام الذين جاؤوا قبل الاسلام:

1. نوح عليه السلام: "..فإن توليتم فما سألتكم من أجر، إنَّ أجري إلاَّ على الله، وأُمِرتُ أن أكونَ من المسلمين* فكذّبوه فنجيناه ومَن معه في الفلك..." سورة يونس 72/73.
2. ابراهيم عليه السلام: "..ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانيّاً، ولكن كان مسلماً.." سورة آل عمران 67.
3. لوط عليه السلام: "..فأخرجنا مَن كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غيرَ بيت من المسلمين" سورة الذاريات 35/36
4. يعقوب عليه السلام: "ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بَني إنَّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون" سورة البقرة 132.
5. يوسف عليه السلام: "رب قد آتيتني من المُلك وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توَفَني مسلماً وألحقني بالصالحين" سورة يوسف 101.
6. موسى عليه السلام (على لسان سحرة فرعون): "وما تنقم منّا إلاَّ أن آمنا بآيات ربّنا لما جاءتنا، ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين" سورة الأعراف 126، وهناك آية أخرى تقول: "إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيّون الذين أسلموا.." سورة المائدة 44.
7. فرعون: "وجاوزنا بني إسرائيل البحر، فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنتُ أنَّه لا إله إلاَّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" سورة يونس 90.
8. عيسى المسيح عليه السلام: "فلمَّا أحس عيسى منهم الكفر، قال مَن أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله واشهد بأنَّا مسلمون" سورة آل عمران 52.
كل هؤلاء ومَن تبعهم سمَّاهم الله مسلمين ورضي عنهم، وجعل مآلهم إلى الجنَّة، فهل غيَّر الله (حاشاه) موقفه منهم ومن تابعيهم بدءاً من العام 620 ميلادي؟ بالطبع لا... يقول الله:
"إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" سورة البقرة 62.

لمَّا كان الدين عند الله هو الإسلام، ولا يقبل الله إلاّ الإسلام ديناً، وسمّى الله كلَّ هؤلاء مسلمين، دون أن يقصره على أتباع محمد(ص)، فما هو التعريف الصحيح للإسلام؟ ومَن هو المسلم؟
المسلم هو الشخص الذي حدّده الله في الآية الأخيرة (سورة البقرة 62) والتي تقول: "مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً"، كما أكّد ذلك تكراراً في العديد من الآيات:
"ومَن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنّي من المسلمين" سورة فصلت 33، "ومَن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن.." سورة النساء125، و"قل إنَّما يوحى إليَّ إنَّما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون" سورة الأنبياء 108.
ألا تدلنا هذه الآيات أن المسلم هو كل مَن آمن بالله الواحد، وباليوم الآخر /البعث والحساب/، وعمل صالحاً وأحسَن إلى عباد الله؟
ثم، أليست الآيات قاطعة في أن مَن لم يعمل صالحاً ولم يحسن فهو غير مسلم، حتى لو صلّى وصام وأدى ما اعتبره فقهاء السلف (أركاناً للإسلام) في عمليّة شوّهت الدين وحنّطته في قالب أداء طقوس وشعائر فقط؟
لماذا لم يقل الله مَن أحسن ديناً ممَن صلى وصام حسب السنة المحمدية حصراً؟ أليس هو القائل، وقوله الحق:
"ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إنّي معكم لئن أقمتم الصلوة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزّزتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفّرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنّكم جنات تجري من تحتها الأنهار، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السبيل" سورة المائدة 12. اذاً لماذا ركَّز القرآن الكريم على العودة بالجذور إلى ملّة ابراهيم الحنيفية؟ ولماذا فرض الايمان بالأنبياء والرسل الآخرين، واعتبر كتبهم مقدسة من ذات المصدر الإلهي الجليل؟ ومن هذه الآيات:
"قل آمنّا بالله وما أنزل علينا، وما أنزل على ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى والنبيّون من ربّهم ، لا نفرّق بين أحد منهم، ونحن له مسلمون" و "..وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان"..
لا يفرّق المسلم الواع بين أحد من هؤلاء الأنبياء والرسل، وهو مسلم لكل منهم... أي أنَّ كل منهم حمل رسالة الإسلام، وجاء محمد (ص) ليختمها ويتمّها، لا ليؤسسها ناسخاً ما قبله، وهو ما تؤكده الآيتين الكريمتين: "إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، وأوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا ورسلاً قد قصصنا عليك من قبل، ورسلاً لم نقصصهم عليك، وكلَّم الله موسى تكليما رسلاً مُبَشِرين ومُنذرين لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً" سورة النساء 163/165، و "اليوم أكملت لكم دينكم (الإسلام الذي بدأ بنوح، وتواصل مع الرسل الآخرين)، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً".
ولماذا خاطب الله محمد(ص) في سورة السجدة بقوله: "آلم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه ، بل هو الحق من ربِّك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلَّهم يهتدون"(1-3)؟
أليس القوم الذين لم يأتهم نذير هم مشركو الجزيرة العربية، والمشركون الآخرون، دون أن ينطبق ذلك على الأقوام التي أتاها رسل الله من قبل، كأتباع موسى وعيسى؟
ألم يفرِّق الرسول محمد(ص) بين المشركين وبين أهل الكتاب؟ لم يلزم الرسول كتابيّاً باتِّباعه، وترك أهل الكتاب على أديانهم، وفرض عليهم الجزية التي هي ضريبة تقابل الزكاة التي يؤديها المسلم، ودون أن يفرض عليه القتال والجهاد؟
والخلاصة، المسلم هو كل مَن آمن بالله وبرسله وباليوم الآخر، وعمل صالحاً، سواء كان على دين محمد أو موسى أو عيسى، وصام وصلّى وزكّى وذكر ربَّه على شعائر أحدهم، فالجنَّة مفتوحة لكل هؤلاء... والجهاد في سبيل الله هو على المشركين لا على أهل الكتاب والموحدّين.... وقد بات ضروريّاً أن يعيد المسلمون النظر في مفهوم الجهاد انطلاقاً من هذه الرؤية...
لا فرق بين مسلم ومسيحيّ ويهوديّ، وابراهيمي ضمن هذا المفهوم... ولا تكفير لهؤلاء ولا لتابعي المذاهب والشيَع طاما التقوا على الجوهر... ثمَّ..."إنَّ ربَّك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون" سورة السجدة 25.
أليس من الخفة أن نصّر على تغييب هذا المفهوم؟ ألم يئنِ الأوان لنبذ كل خلاف ديني، ومذهبي، ومعتقدي، طالما أن الجميع مسلمون تبعاً لكلام الله؟

الاسلام دينا ودولة:

من الأخطاء الشائعة للأسف أن تجد الكثيرين ومنهم علماء واساتذة يقارنون بين الاسلام والمسيحية كما لو أنهم دينين، في حين أن العلاقة بينهما تكميلية وليست علاقة مقارنة أو تضاد فكما ذكرت سابقا فان المسيح لم يترك دينا بمفهوم المؤسسات بل مبادئ واضحة يعيش بها الانسان في أي ظرف ومكان وزمان، أما الاسلام فهو دين بالمفهوم معني بوضع نظام عام متكامل يحدد للانسان ما يجب أن يفعله منذ أن يستيقظ وحتى ينام كي يضمن له السير في الإتجاه الصحيح وتجنب الوقوع في الذلات والأخطاء. 
يقول الكاتب مروان حامد إنَّ الإسلامَ الحنيف هو الدين الخاتم للديانات جميعا و هو الدين الوحيد الذي جمع جوانب الحياة جميعا ، وما ترك جانباً من جوانبها إلا واعتبره .
بمعنى شَمِلَهُ وأعطاه اهتماماً خاصاً ، وأفرد له الأهميةَ القصوى، ففي الإسلام لا انفكاك لشريعةٍ عن عقيدةٍ ولا لعبادةٍ عن عملٍ وايما انفكاك لبعض تلك المترابطات هو انفراط للعقد العاقد للدين ، فالدينُ كلٌ متكامل لا يجوز البتة الفصل بين فصوله فلا فائدة للعبادة في الإسلام إذا ما انفصلت عن الحياة ولم ترتبط بمسلكية صالحة
فمثلا يبطل معنى الصلاة في الإسلام إذا لم ترتبط بقوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) فلا تمام للصلاة إلا بآثارها وإلا تصبح مجرد حركات بلا معانٍ ومضيعة للوقت وحجة على صاحبها أمام الله سبحانه وتعالى
أسوق هذا الكلام حتى يتيقن القاريء الكريم أهمية الحياة في الإسلام وحرصه على إصلاحها لدرجة انه قرنها ( الحياة ) بالصلاة والعبادة
فأي اعتبارٍ للحياة فوق هذا الاعتبار ؟ أيُّ اعتبارٍ للحياة فوق الاعتبار الإلهي لها ؟
هذا الاعتبار الذي قرنها بعبادته بل جعل الحياة في جوانبها وصورها وطرائقها هي العبادة ذاتها ، إن هذا الكلام فيه إشارة للمتمسكين بقشور الحياة بعيدا عن إنسانيته فالحياة عندهم بلا عمق ، سطحية بلا دين ولا عبادة تقوم على الأنانية النكدة ، تقوم على النكد القائل أن الغاية تبرر الوسيلة
ثانيا : الصيام ... حيث تتجلى فيه إنسانية الإنسان فيلامس فطرته عند كل جوعةٍ وعطشة ، يلامس عواطفه وإنسانيته فيقف مع نفسه وفطرته على المحك ليتذكر جوع الجوعانين وعطش العطشانين وفقر الفقراء مقابل ذلك ليعلم الناس أن الشهر الفضيل (رمضان) هو شهر المثابرة والجهد شهر العطاء والبذل هذا ما أفادنا به التاريخ فالناظر عبر بوابة التاريخ و التراث يرى هذا التقليد الدائم ففي رمضان كانت كبريات الفتوحات والمعارك وكان على رأسها ( فتح بدر ) هذا الفتح العظيم الذي فرق الحق عن الباطل حيث ان هذه المعركة فتحت الطريق للإسلام لينطلق بدعوته عبر الآفاق ، وفي رمضان كان فتح مكة و معركة القادسية ومعركة عين جالوت وحطين و فتح بلاد الأندلس
ومن ثم حرب أكتوبر حيث تنسم العرب والأمة نسائم النصر وهذا الكلام يقال للبرهنة مرة أخرى على أن الحياة والعبادة في الإسلام في ميزان واحد لا انفكاك لأحدٍ منهما عن الآخر البتة

كيف كانت علاقة المسلمين والمسيحيين في أبهى عصور الحضارة الإسلامية؟

في كتابه الشيق " الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ العربي" يقول الباحث والشاعر عبد المعين الملوحي أن المجتمعات العربية الإسلامية والمسيحية، عرفت عبر تاريخها الطويل علاقات اجتماعية وإنسانية متميزة، إذ انفتح الإسلام على المسيحية وحافظ على حرمة المسيحيين، واحترم علاقاتهم وعاداتهم ومعتقداتهم، ولم يشعر المسيحيون بالخطر على معتقداتهم مع مجيء الإسلام، إذ تثبت النصوص التاريخية الكثيرة أن المسيحيين وقفوا من المسلمين موقفاً ودياً، وحموا المسلمين الذين هاجروا إلى ديارهم فراراً من المشركين من أهل مكة، ويذكر الطبري في تاريخه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه الذين تعرضوا لأذى المشركين:« لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإنّ فيها ملكاً لا يُظلم أحد عنده، وهي أرض صدقٍ حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه.» , وقد قام النصارى بحماية المسلمين مرة أخرى في الهجرة الثانية إلى الحبشة.
وقد تعدّت العلاقات الإسلامية المسيحية نطاق التعامل الاجتماعي والإنساني، والعلاقات الوديّة القائمة على احترام المعتقدات والآراء، لتصبح أكثر حميمية، إذ نشأت بين الرجال والنساء في المجتمعين الإسلامي والمسيحي علاقات حب قوية أدّت في بعض حالاتها إلى الزواج، وكان لهذه العلاقات دور في امتزاج المجتمعين الإسلامي والمسيحي، وبالتالي دور في بنية هذين المجتمعين على المستوى الإنساني والحضاري والاجتماعي والثقافي.
قصة القبطي مع عمرو بن العاص
عندما كان عمرو بن العاص واليا على مصر في عهد الخليقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام ابن عمرو بن العاص بضرب ابن مواطن قبطي بالسوط وقال له: أنا ابن الأكرمين! فما كان من القبطي إلا أن ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة وشكا إليه، فاستدعى الخليفة عمرو بن العاص وابنه، وأعطى السوط لابن القبطي وقال له: اضرب ابن الأكرمين، فلما انتهى من ضربه التفت إليه عمر وقال له: أدرها على صلعة عمرو فإنما ضربك بسلطانه، فقال القبطي: إنما ضربتُ مَن ضربني . ثم التفت عمر إلى عمرو وقال كلمته الشهيرة: "يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"


الأمل في مصر الغد  = اسلام حقيقي + مسيحية حقيقية

إن كان الوضع الحالي في مصر يشير إلي رغبة الأغلبية الساحقة من المصريين في عودة الحياة إلي عهد الدولة الاسلامية بحضارتها وسموها ليثبتوا للعالم كيف تكون الحضارة وكيف يجب أن تزدهر الشعوب في ظل هذه الفوضى العالمية من مشاكل اقتصادية وتحالفات شيطانية وهيمنة رجال المال على شعوب العالم وإذلالها، فلماذا لا يشاركهم الأقباط حلمهم كمسيحيين حقيقيين واعين وفاهمين دينهم بجد بدلا من الوقوف أمامهم والخوف منهم مستندين على القوى العلمانية واللادينية والتي أثبتت ضعفها وتشتتها وعدم قدرتها على التأثير في عقول المصريين الدينية بطبعها منذ عهد الفراعنة.
بداية الحركة
سأبدأ بنفسي كمسيحي مصري
سأتنازل كمسيحي عن كل حقوقي السياسية في مصر
لن أسعى أو اتنافس على سلطة أو منصب
لن يهمني أن حصلت على أملاك أو مقتنيات
سأركز فقط على أن أحيا كمسيحي حقيقي خادما وفيا لأخي المسلم أساعده كلما احتاجني وأقدم له كل الحب والبذل والعطاء
سأساعد المسيحين ليعودا مسيحيين حقيقيين كما علمهم السيد المسيح
وسأساعد المسلمين ليعودوا مسلمين حقيقيين كما علمهم الرسول الكريم محمدا عليه الصلاة والسلام.

هل من أحد يقف بجانبي لنحقق هذا الحلم سويا؟ أم سيبقى حلما إلي الأبد وسيظل الصراع قائما معه إلي الأبد دون داع أو دافع




حكم الأقلية والحكم عالأقلية

هناك مقولة أحبها لفليسوف السلام الهندي المهاتماغاندي تقول: "حتى لو كنت أقلية في مجموعة ما فيبقى الحق هو الحق"  ه ه

“Even if you are a minority of one, the truth is the truth.”

ما هو الحق؟
هو الحب هو العدل هو الرحمة هو الحياة الكريمة هو التسامح هو الإيخاء هو البناء
وما هو ليس بحق؟
هو الكراهية هو الظلم هو الحقد هو التعالي هو العداوة هو الهدم

الحق هو ما نتفق عليه جميعا بالفطرة على أنه حق

 والحق لا يحتاج قوانين ولا فلسفات ولا قوى من اي نوع لتخبرنا أنه حق وتسيرنا في اتجاهه، هو فطري أذلي خلقي
الحق هو ما يميز الأديان عن القوانين فاليهودية أو المسيحية أو الاسلام قامت على فكرة الحق وكان منبعها ومنشأها "كلمة الحق" فكلها لم تعتمد على القوة بل التواضع والبساطة والوداعة، ولم تعتمد على العدد والجماهير بل كانت تحارب دائما من قبل الإغلبية الرافضة. كما لم تعتمد على قوانين أو نصوص اجتماعية معاصرة، فقط الحق.. والحق وحده... وهو ما يجد دائما طريقه دون أن يدفعه أحد سواء وافق الجميع أو اعترضوا... فهو دائما المنتصر والناصر للمناصرين له
اذا دعونا نتفق:
أولا: الحق يعني العدل والحب والمساواة
 ثانيا: الحق يغلب العدد والقوة والقانون

ليه أنا بقول كدة؟

عشان فيه اتجاهين ممكن الناس تختار أنها تمشي فيهم عشان نرسم الصورة الجاية لبلدنا  
الأول: وهو اتجاه الاسلاميين واللي عبر عنه مرشد الإخوان السابق إنه لا يمانع أن يحكم مصر ماليزي مسلم من أن يحكمها مصري مسيحي، وهو بذلك ينكل بحق المصري المسيحي ليس في الحصول على منصب بعينه ولكن الحق في العدالة باعتباره لن يجد مكانا غير وطنه الذي ولد فيه ليشارك في رفعة شأنه ويرسم سبل نموه وازدهاره بحسب رؤيته.
الثاني: وهو اتجاه المصريين العقلاء والمتعلمين مسلمين ومسيحيين وحتى لادينيين وهو أن مصر اسلامية سياسيا فقط بإعتبار أن أغلبية سكانها يدينون بالاسلام وتربطها علاقات ومصالح مشتركة مع الدول الإسلامية لتشكيل قوة معترف بها لها وزنها أمام التحالفات الغربية، وهذا لا يعني ولا يفرض على من هو غير مسلما من المصريين أن يعيش في مرتبة أدنى ويبتعد كل البعد عن المناصب الحساسة وأماكن اتخاذ القرار وكراسي التمثيل الشعبي والفئوي والقومي، فهو حقه إن كان يصلح بدون اي اعتبارات اخرى أيا كانت.  

الفرق بين الاتجاه الأول والثاني، أن الاتجاه الأول يقوم على العنصرية وهي صورة من صور الكراهية، فأن تحب من هو مثلك فقط وتنصره على من هو مختلف حتى ولو ظلما فهذا ليس عدلا وبالتالي ليس حقا، وهكذا كانت الحياة قبل الأديان.
فالمنادي بالاتجاه الأول يأخذ حق انسان في إنتمائه لبلده ويحوله إلي عبد يعمل وياكل ويتكاثر فقط كالحيوانات في الحظائر دون أن يكون له دور في تحديد مصيره ورسم تصوراته لمساعدة أهل بلده.  

أما الاتجاه الثاني فيقوم على الحب والترابط بين الأمم والدول والشعوب، فهو استغل الدين إيجابيا لخلق سبل تواصل وعلاقات متأصله مع دول تتشابه في نفس الدين، وحتى لو افترضنا أن المصريين أختاروا في يوم ما مصري مسيحي ليحكم البلد فستجده حينئذ من اشد الحريصين على الحفاظ على مثل هذه العلاقات الدولية مع دولا اسلامية وأيضا غير اسلامية مادامت تصب في الصالح العام ولا تعتدي على الحق؛ أي الحب والرحمة والعدل.   


ياريت تشوفوا الفيديو ده لصاحب كلمة الحق الشيخ أسامة القوصي ورأيه في ولاية المسيحي
الشيخ أسامة القوصي - ولاية مسيحي الرئاسة

21