Saturday, April 30, 2011

هل مصر مستعدة لظهور كاميليا ووفاء؟


أخذت ما يقرب من الساعة بالأمس لأصل من بيتي في رمسيس إلي ميدان العباسية بسبب المظاهرات الضخمة التي نظمتها الجماعات السلفية بعد صلاة الجمعة منددين بقتل "سلوى عادل" على أيدي أخوتها لأنها هربت من بيت العائلة بالصعيد وأسلمت وهربت إلي القاهرة وتزوجت بدون موافقة أهلها، كما لم تخل المظاهرة المهيبة من هتافات وشعارات تطالب بظهور كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين واللتان أصبحتا أشهر سيدتين في مصر الآن، ليس لعمل قدموه للدولة، بل لأنهم رمزا لقمع الحريات الدينية في مصر وهو ما يرفضه المصريين بالطبع لما يتسمون به من احترام للحريات وخصوصا الدينية.

واليوم، قرأت على صفحات الإنترنت الخبر التالي:  "النيابة العامة تعلن كاتدرائية العباسية مثول كاميليا شحاته للاستماع اليها"

حيث قامت النيابة العامة باعلان كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية بحضور السيدة كاميليا شحاته, التي كانت قد قامت بإعلان إشهار إسلامها وذلك للمثول أمام النيابة العامة للاستماع إلى أقوالها حول البلاغ المقدم في شأن ما أثير حول واقعة احتجازها من قبل مسئولي الكنيسة.

 وكانت النيابة العامة قد تلقت سلسلة من البلاغات القضائية بشأن التعرف على أوضاع كاميليا شحاته وحقيقة وضعها الراهن, واستمعت إلى أقوال المبلغ والشهود وقررت استدعاء كاميليا شحاته للاستماع إلى أقوالها بهذا الشأن.

 ويذكر أن اللواء حمدى بدين مدير إدارة الشرطة العسكرية قد اجرى مفاوضات مع جماعة السلفيين بعد قيامها بمظاهرات حاشدة يوم الجمعة للمطالبة بالإفراج عن كاميليا شحاته، وأكد بدين على عمل السلطات المصرية للإفراج عن كاميليا شحاته فى مدة لا تزيد عن 15 يوما، لتفض الجماعة السلفية اعتصامها أمام كاتدرائية العباسية.

بصراحة، أفرحني الخبر للغاية، وبدأت أشعر مرة أخرى أننا نعيش في دولة تحكمها قوانين، وليس شيوخا وأساقفة وجلسات عرفية، وإن كان هذا الواقع بالفعل مهما حاولنا طالما سلمنا لإقحام الدين في حياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية.

ولكن، أكتب هذا ليسال كل مصري نفسه بامانه وعدل:  

هل أنتم يا مصريين مستعدين فعلا لفكرة الحريات الدينية؟

وأنتم يا مسيحيو مصر أترون أنفسكم جاهزون الآن للثورة ضد البابا وضد سلطة الكنيسة كما فعلت أوروبا في عصر التنوير وتحرير المسيحية من الأفعال غير المسيحية، إن ثبت فعلا أن الكنيسة كانت وراء إجبار كاميليا أو غيرها على البقاء في المسيحية؟

وأنتم يا مسلمو مصر أمستعدون بإقتناع ووعي للتخلي عن قانون حد الردة لمن أراد ترك الإسلام، ويبقى فعلا الدين حرية شخصية، أم تريدونها حرية من جانب واحد قط؟

بدون انتظار الرد، أنا أعرف الإجابة مقدما



Thursday, April 28, 2011

خليك بطاطس

عارفين ليه البطاطس المحمرة هية الاكلة الوحيدة اللي اجتمع الناس كلهم علي حبها ؟



1- البطاطس المحمرة لما بتتفلي في الزيت بتبقي عادة مقرمشة من برة و طرية من جوة
-عشان كدة لما حد يعمل معاك موقف سخن اوي ماتعملهوش وحش اوي ..ايوة حاسسه انك زعلان منه و خد موقف بس خلي قلبك ابيض و وطري "طيب يعني " مش ناشف و سامح عشان ربنا بيسامح .

2-البطاطس المحمرة تلاقيها عند ماكدونالدز ( فرينش فرايس) و برضه تلاقيها عند بتاع الفول والطعميه
يعني انت كمان خليك زي البطاطساية ماتتكبرش علي حد وصاحب كل الناس غني او فقير

3- البطاطس المحمرة بتتقدم مع حاجات كتير :مايونيز , كاتشب ,صالصات مختلفة و ساعات كمان طحينة بس بتفضل في الاخر اسمها بطااااطس
-يعني مهما اتعرضت لثقافات و بيئات مختلفة احتفظ دايما بشخصيتك المستقلة و طريقة تربيتك و خلي الناس هية اللي تتاثر بيك

4-البطاطس بارضه ممكن تبقي شيبسي و هي اول حاجة بنفكر فيها لما بنحس بالجوع و احنا برة البيت
- ساعد الناس دايما و خليك اول واحد ييجي علي بالهم لما يقعوا في مشكلة خليك جدع زي "الشيبسي"

5-البطاطس المحمرة لو اتهرست بتبقي بارضه طعمها حلو و ممكن نسميها "بطاطس بيوريه"
-مهما الدنيا تهرس و تبهدل فيك خليك شخص كويس و لذيذ و طلع للدنيا لسانك و قول "انا بطاطساية بيوريه

عشان تبقي محبوب من كل الناس
خليك بطاطس

Thursday, April 21, 2011

على أي أساس يختار الرجل زوجته؟


قد يكون هذا هو أسوأ موضوع كتبته في حياتي ليس فقط لأني لم أكل أو أشرب أي شئ منذ يومين بل لأنني لم أصل بعد للفكرة المرجوة من الموضوع أو الرؤية والاتجاه اللذان سأكتب من خلالهما، إلا أننا ها أنذا أكتب ولا أعلم لماذا أو إلي أين.

ربما أكتب لأني أريد تمضية الوقت كي يأتي اليوم الثالث وتنتهي فترة صومي غير المبررة، ولا أجد شئ آخر أفعله، وقد يكون السبب زميلتي العزيزة التي أتهرب منها طوال الأسبوع الماضي لأني لم أنته من كتابة المقالة التي طلبتها مني مستفسرة لماذا يخاف الرجال من الإرتباط بفتيات مثقفات؟

صراحة أنا لا أعرف الإجابة مباشرة، فأنا شخصيا أنجذب بشدة للفتاة المثقفة ربما لأنني أنظر لروح وعقل من أمامي قبل أن أحكم على مظهره وطريقته في الكلام، قد يكون. وهو أمر لا أجده في معظم أصدقائي الذين ينجذبون أولا لما تراه أعينهم وتستصيغه آذانهم، ومن يقدر أن يلومهم، فالرجل في النهاية يبحث عن فتاة جميلة جذابة تحتاج دوما إليه لتشعره برجولته وفي نفس الوقت لا تكون دائمة التواكل عليه كي لا تخنقه بطلباتها المستمرة واحتياجاتها التي لا تشبع.

ولكن الفتاة التي جذبتني اليها جميلة وجذابة وقد تكون أكثر من جميع من عرفتهن، كذلك زميلتي المثقفة التي وعدتها بكتابة هذا المقال، وكلتاهما يتمتعن بأنوثة طبيعية لا أظن أنهما سيرغبان يوما في التصرف كرجال مكتفين لا يحتاجون شريكا يعتمدون عليه ويمدهن بالشعور بالدفء والحنان والطمأنينة. ولكونهن مثقفتين فإن احساسهن بالآخر أكثر من غيرهن وبالتالي لا أظنهن سيكونان كثيرات الشكوى والتذمر أو الطلبات الكثيرة التي تقيد الرجل وتضيق أنفاسه.

إذن فلماذا يا صديقي الرجل تخشى الفتاة المثقفة حتى وإن كانت جذابة وجميلة؟

قد تكون إجابة السؤال في فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، فالرجل بطبيعة الحال أقوى وأكثر قدرة على التحكم في عواطفه نظرا لأنه يتعامل مع كل أمر في حياته على حدا؛ فعلاقته بزوجته منفصلة عن علاقته بعمله منفصلة عن علاقته بأصدقائه ...الخ والمرأة بالنسبة له مهما كان حبه لها فهي فصل في كتاب كبير، قد يكون أجمل فصل أو أطوله أو أهمه ولكنه لن يشكل أبدا قصة الكتاب أو عنوانه مهما كان. أما المرأة فقد وهبها الله عاطفة قوية يمكنها الربط بكافة تفاصيل حياتها فتخلق علاقة بين كل ما تتعلق به حياتها سواء في الحاضر أو حتى الماضي وتفكيرها بهذه الطريقة يجعلها دائمة الإضطراب والتوتر والشعور بفقدان الثقة بالنفس وهو ما يجعلها بطبيعة الحال تحتاج دوما إلي من يشجعها ويذكرها بجمالها ونجاحها ومواهبها وقدراتها وتفردها ويعيد إليها ثقتها بنفسها ويجب أن يكون هذا المشجع رجلا تثق به لتتأكد أنه يخبرها الحقيقة، رجلا لا يحتاج منها شيئا كي ينافقها، رجلا مكتفيا شبعانا واثقا في نفسه وقدراته لا يبحث عن فريسة ليتملقها أملا في الحصول على جسدها ليلبي له احتياجاته.  

وفي الارتباط تختلف طبائع الرجال من حيث فهمهم لشريكة حياتهم بناء على عدة عوامل كنشأتهم، وعلاقتهم بأسرتهم، أوقصص أصدقائهم، أوطبيعة عملهم، أوقدراتهم المادية أوالجسدية.

فهناك الرجل الذي يؤمن تماما أن الزوجة هي لتلبية احتياجاته وأن دوره هو إبقائها على قيد الحياة بتوفير الطعام والسكن لها. وهناك الرجل الأكثر تفتحا لقبول رأي زوجته فيبدأ في سماعها بل والأخذ بنصيحتها إن اقتنع برأيها ولكنه في نفس الوقت يعتبر الزوجة ملكا خاصا به في عالم ملئ بالوحوش فيقيد حريتها بصورة أو بأخرى كي لا ينتفع منها أحدا سواه. وقد يتقدم الرجل أكثر نظرا لظروف المعيشة فيبدأ يرى العالم من منظور أوسع بسبب البيئة المحيطة به فيدرك أن الحياة المعاصرة في حاجة إلي زوجة عاملة وبالتالي متعلمة ولكنه لن يقبل أن تستخدم زوجته تعليمها أو ثقافتها كي تكون أفضل منه، فعلام المرأة وثقافتها بالنسبة للعديد من الرجال هو شر لابد منه أوضرورة حتمية لمواكبة الحياة، ويستمر تقدم الرجل وانفتاح عقليته ليصل إلي قمة القبول، وهو ما يولده شعوره بالشبع وعدم الاحتياج لأحد، ليس لغنى فاحش أو قوة هرقلية أو حتى تقشفا، ولكنها طبيعة الحياة أن من يصل لدرجة معينة من الفهم سيبدأ في إدراك حقيقة أن الكل إلي زوال، وأن جوهر الحياة والسعادة الحقيقية تكمن في البصيرة وفي إدراك الكل وقبول الكل، ولأن الزوجة مرآة لزوجها، فستجد هذا النوع يفضل دائما بل ويبحث لاهثا عن زوجة تشاركه نفس الرؤية كي لا تعيقة أو تعيده إلي المراحل المتأخرة السابق ذكرها. هذا النوع من الرجال، ليس مثقفا تلك الثقافة التي تعتمد على القراءة والتعلم، بل هو أكثر إلي متأمل ومتقبل مستخدما كافة الطرق المتاحة، فما يفعله العلم والقراءة والتأمل هو أنه يجعلك تفهم كيف كان يفكر الآخرون فإن أحببت الكتاب أحببت المؤلف والأبطال، وكلما تأملت وتعلمت أكثر عن الآخرين كلما فهمتهم وقبلتهم أكثر، ولكن من منا قرأ وتعلم وتعمق في أنواع البشر جميعا، وفي حضارات البشرية كلها، وفي طرق تفكير الجنس البشري بكافة صورها، لا أحد يقدر، وبالتالي فالحكمة الحقيقية ليست في الكتب، وإن كانت الكتب هي أقرب الطرق، وإنما في الوصول إلي نقطة القبول والتمسك بها، ومن يفعل هذا، في نظري هو فقط من سيبحث عن الزوجة المثقفة ثقافة حقيقية، وسيشكلان معا نموذج حقيقي يستفيد منه من حولهم.

وقد يستمر منحنى التطور لدى الرجل ليبدأ في النزول مرة أخرى فتجد الرجل الذي "يبحث" عن الزوجة القوية لأنه ضعيف ويريد من توجهه وتخطط له حياته، والزوج الطفل الذي لا تستهويه سوى الزوجة الأكبر منه سنا ليصير لها ابنا مدللا لتعوضه نقائص واحتياجات عاطفية ومادية قد يكون محروما منها، إلي أن تصل لأسوأ أنواع الرجال وهو الرجل الفاقد لرجولته تماما فيرتبط لا اراديا بزوجة ذات شخصية قوية ونفوذ ولكن عقله الحاضر يريد أن يقنعه بأنه "سيد الرجالة" فيبدأ في اسقاط ضعفه وفشله على نجاح زوجته فيخرج رجولته بصورة همجية أمام زوجته كإشارة منه بأنه رجلا ويعوض عقد نقصه بضربها وقمعها وإذلالها ليثبت لنفسه أنه مازال رجلا.

فاحترسي يا صديقتي وأبحثي جيدا كي تجدي الشريك المناسب لطبيعتك واحتياجاتك، وأفضل زوج لكي هو ذلك الذي تستطيعين بالفعل وبالإقناع على مساعدته بالطريقة التي يريدها هو لا التي تحسبينها أنت.






Sunday, April 17, 2011

الثقة بالله: قصة قصيرة

 
يحكى أنه كان هناك زوجين ربط بينهما حب عميق و صداقة قوية.. كل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر،إلا أنهما مختلفين تماماً في الطباع .. فالرجل هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف...
وعلى العكس زوجته حادة وتغضب لأقل الأمور.

 و ذات يوم سافرا معاً في رحلة بحرية أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة، فالرياح مضادة والأمواج هائجة
امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب حتى قائد السفينة لم يخف على الركاب أنهم في خطر وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله،

لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ لا تعلم ماذا تصنع ..

ذهبت مسرعه نحو زوجها لعلها تجد حل للنجاة من هذا الموت وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج ولكنها فوجئت الزوج كعادته جالساً هادئاً، فازدادت غضباً و اتّهمتهُ بالبرود واللامبالاه...

 نظر إليها الزوج وبوجه عابس وعين غاضبة استل خنجره ووضعه على صدرها وقال لها بكل جدية وبصوت حاد: ألا تخافين من الخنجر؟
نظرت إليه وقالت: لا
فقال لها: لماذا ؟
فقالت: لأنه ممسوك في يد من أثق به واحبه؟
فابتسم وقال لها: هكذا أنا، كذلك هذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه
فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور؟

لماذا أنتي؟

كانت تسألني دائما لماذا اخترتني أنا من بين كل النساء ؟

وكنت دائما أقول لها لأنها أجمل النساء
ظاهراً
وباطناً
...في عيني

والحقيقة التي لم أكن أرغب في كشفها لها
هي أنها الانسانة التي كنت أرى نفسي كأحسن ما يكون بعيونها !

منذ عرفتها وهي تعكس أفضل ما وهبني ربي ..

ترى أكثر الجوانب روعة بي كإنسان وتظهرها للملئ..

ولا تتعقب نواقصي أو هكذا أعتقد ..

وهذا دعاني لرؤيتها كما تراني !

وأصبحَتْ كل ما أملك في هذه الحياة
اصبحت الزوجة والأم والأخت والصديقة
وأهم ما حصلت عليه منها

انني اصبحت .. انا هي وهي انا ..

فهل عرفتم الان سر سعادتي بها؟

Saturday, April 16, 2011

الاتجاه الخامس: الحوار... بين التواصل والأقناع

كتب أحد أصدقائي المفكرين على الفيس بوك مرة مقوله تقول: "العنف هو تنحية الآخر ليكون ما تتوهم أنه أنت. الإصغاء هو تنحيك ليكون الآخرُ نفسَه"
ولأن المقوله أعجبتني فعلا قررت استعارتها ووضعها على صفحتي لسماع آراء الأصدقاء عليها، ولكني لم أجد آراءً كما توقعت بل علامات استفهام مما جعلني اتساءل عما إن كنت أنا نفسي لم أفهمها بصورة صحيحة.
وقد أكون فعلا لم أفهمها ولكنها أضاءت لي طريقا أو اتجاها لتعلم فن الحوار، ففسرتها كالأتي:
"يعني عشان حد يسمع حد بجد مش معناها أنه يسيبه يتكلم وبس دا لازم يفهمه هو فعلا عاوز يقول أيه وبيفكر في أيه وجواه أيه مش أنه يبقى بيفكر هايرد عليه يقوله أيه أول ما يخلص كلام عشان يقنعه بالعافية باللي عاوزه. الحوار فن محاولة فهم الآخر وليس إقناعه.. ده من وجهة نظري"
ولا أقصد هنا أننا يجب أن نفهم الآخر كي نقنعه بل نفهمه ونحاول أن نجعله يفهمنا لا بهدف الإقناع بل ... التواصل.

الاتجاه الرابع: كيف نعاقب أطفالنا؟

 
من أكثر الأمور التي تعتبر تحديا حقيقيا في حياة المتزوجين هي مسألة تربية الأطفال، فهي تحتوي على العديد من الاتجاهات المتناقضة والتي إن سلك الأبوان أحدهما سيثمر أطفالهما ثمرا مختلفا تماما عما لو سلكوا اتجاها آخر.
ويعتبر العقاب من الأمور الرئيسة في تربية الاطفال، وبالرغم من اختلاف صوره وأشكاله إلا أنه لا توجد تربية بدون عقاب، ولكن.
كيف ننظر إلي العقاب أو بمعنى أدق كيف يجب أن ننظر إلي مبدأ العقاب؟
سيخطئ أبنك أو بنتك لا محالة، وسيكسر التلفاز الجديد الذي دفعت فيه مبلغا كبيرا من المال، ولن تمر ثوان حتى يأتي دورك في الرد.
أنت غاضب بلا شك، وفي ثوان معدودة ستتصارع داخليا مع نفسك التي تحب التلفاز وتريد الانتقام لكسره وتفرغ شحنة الغضب الداخلية مستغلا قوتك وكبر حجمك مقارنة بطفلك الصغير الضعيف، وبين حبك لطفلك، والذي من المفترض أنه لا يقارن أصلا بحبك للتلفاز، ورغبتك في تقويمه وتعليمه درسا في الحذر والاحتراس.
هنا يجب أن تقف وقفة مع نفسك لتحدد موقفك، قبل التسرع في العقاب، فأيا كانت وسيلة عقابك، فإن ما سيؤثر في أبنك أو بنتك هو الدافع، فاحترس من أن يكون دافعك انتقاميا لأنه لم يسمع كلامك، أو لم يحترمك، أو لم يحقق نجاحا كنت تنشده له، بل اشعره دائما أن دافعك في تربيته هو الحب وتأكد من أنه أدرك هذا جيدا ومن أجل ذلك الحب ستتألم أنت لتقومًه وتعلًمه بالطريقه التي تناسب شخصيته واحتياجاته.
يقول كيفيلو: "علم أبنك الحب الحقيقي وسيصير أكثر البشر سعادة ونجاحا"
 

Friday, April 15, 2011

الاتجاه الثالث: خبز الخلود

كلنا اعتدنا على سماع عبارات من نوع "دا أكل عيش"  ، "مش هاقطع عيشه" ، "بيجري على أكل عيشه" ، بأشكالها المختلفة، واقتنعنا أن العمل هو "أكل عيش" إذا فنحن نعمل كي نأكل كي نعيش... أليس كذلك؟
في الواقع مجرد التفكير في الأامر من هذا الاتجاه يصيبني بالاكتئاب وفقدان الأمل، فهل نحن خلقنا كي نأكل ثم نموت تماما كالحيوانات؟
هل العمل هو مجرد وسيلة لضمان الحياة والتي وإن طالت لن تزيد عن بضعة عقود لا قيمة لها في تاريخ الكون؟
وإن كان العمل هو وسيلة لجلب الطعام وأكل العيش أو حتى الحياة الكريمة، فإن توفرت وسائل أخرى بمجهود أقل فهل ستغنينا عن الوسيلة الأكثر شقاءً ألا وهي العمل؟
وإن كنا مضطرين للعمل كي نلبي حاجتنا الاساسية من مأكل وملبس ومسكن، ألا يجعلنا هذا عبيدا؟

كلها اسئلة لطالما حيرتني وبالتأكيد حيرت العديد منا، ولم أجد استعلانا حقيقيا أو رؤية أو اتجاه اسلكه فيما يخص "العمل" إلا بعد أن سمعت عبارة في فيلم "الساموراي الآخير" أثرت في بشكل كبير.
العبارة كانت تتكلم عن اليابانيين وبالتحديد الساموراي وكان مضمونها يقول أن هؤلاء القوم يستيقظون كل يوم مبكرا من أجل هدف واحد ألا وهو إتقان ما يفعلونه ايا كان.
فهدفهم ليس لقمة العيش ولا البحث عن حياة كريمة ولا أي شئ بل إتقان ما يفعلونه سواء كان القتال أو حتى جمع القمامة، وفي كل يوم يزدادون تقدما وتحسنا دون كلل أو ملل. أليس اتجاها سهلا وبسيطا نستطيع أن نسلك فيه ونعتاد عليه ونبرمج أنفسنا على نهجه؟ فلما لا نجرب؟
ولكن أنتظر قليلا...
ما رايك في هذه المقولة: "أعرف شئ عن كل شئ أو كل شئ عن شئ" ؟
من الجميع طبعا أن تعرف شئ عن كل شئ، فستزداد مداركك وسيتوسع أفقك وستستطيع أن تتقبل الآخرين والمختلفين عنك بصورة أفضل بكثير، ولكن "ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟" ما هي القيمة الحقيقية في معرفة شئ عن كل مناحي الحياة؟ فستبقى أنت فقط من يعرف وسينتهي علمك مع حياتك وستفني معرفتك بموتك. أليش كذلك؟
أما ميزة أن تحاول وتسعى وتجتهد في معرفة كل شئ عن شئ فبلا شك ستصبح لك قيمة
 ليس في ذاتك بل فيما تفعله،
ليس فيما تتقنه فقط بل في تأثيره على الآخرين واستفادتهم منه
وفقط أمثال هؤلاء هم الذين ينجحون في حياتهم ويلمسون حياة الآخرين بحق
ويخلدون من خلال أعمالهم
فيصير أكل الخبز لهم لا لحياتهم المؤقتة فقط بل لحياة خالده ونماذج مشرفة تتعلم وتستفيد منها أجيالا وأجيالا.



الاتجاه الثاني: النرفانا وقبول كل شئ

جميعنا، وإن لم نكن كلنا، نظن أن من يمارسون رياضات التأمل والتركيز كاليوجا والتاي شي وغيرها يحتاجون دائما إلي أجواء هادئة وأماكن طبيعية ومناظر خلابة غير مشوهة، وبالطبع كنت أنا واحد من هذا الجمع أظن نفس الظن إلي أن بدأت في ممارسة هذه الألعاب على يد أفضل مدربيها وأكثرهم خبرة.
وفي يوم من الأيام منذ ما يقرب من الخمس سنوات، وأثناء جلوسنا في أحد أوضاع اليوجا الخاصة بالتركيز والتأمل، وكان الوقت ظهرا وكانت أصوت أبواق السيارات والباعة الجائلين، عالية للغاية، على غير المعتاد، لدرجة تحول دون إمكانية التركيز لدقيقة واحدة كاملة. ولمن لا يعلم فإن التركيز الحقيقي يبدأ بمحاولة إخلاء الذهن من كافة الأفكار أيا كانت ليصير كورقة بيضاء لا يؤثر فيها شئ ولا تترك عليها أي ذكرى أي علامة “TABULA RASA”
المهم، لم يستطع أي منا الوصول للنرفانا المنشودة نظرا للإضرابات المحيطة، وقد لاحظ الممدرب ذلك، وعلى غير المتوقع، أعجبه، وشجعه على الانتقال بنا إلي المرحلة الثانية من التركيز وهي مرحلة التركيز في القبول.
لماذا "اعتدنا" نعم اعتدنا وبرمجنا عقولنا على الانسجام مع أصوات الموسيقى الهادئة والاسترخاء أمام المشاهد الطبيعية والأماكن الخلابة. من يمكنه أن ينكر هذا؟
واعتدنا أيضا وبرمجنا عقولنا على التوتر أمام أصوات الآخرين والضوضاء والتلوث السمعي والبصري، هذا واقع
بل وساتجرأ وأقول أننا "اعتدنا" أيضا و"برمجنا" عقولنا على الفرح والاستجابة الايجابية أمام المكاسب المادية والمعنوية، تماما كما اعتدنا على الحزن والاكتئاب كرد فعل طبيعي ومبرمج أمام الخسائر والفشل.
المهم، نعود إلي قاعة التدريب...
في ظل الضوضاء والصخب والمحاولات المستمرة في التركيز في تصفية الذهن، وجدنا المدرب يخبرنا بأن نكف عن تخيل أنفسنا على شاطئ البحر أو في حديقة واسعة وأن نتقبل الواقع... ونستمتع به أيضا، ما أجمل صوت بوق السيارة، وما أعذب صوت بائع الخبز، ويالعظمة الخالق في تجانس صوت الحمار مع صوت المطربة الشابة الذي يشغل في أحد الأكشاك المجاورة. لماذا تختلف هذه الأصوات عن صوت آلاف العصافير فوق الاشجار الذي يتداخل مع صوت جيتارا؟ أنه ليس الصوت بل قبولنا له. ثم تركنا لنتأمل ما قاله.
في البداية بدا كلامه غريبا إلا أنني وكثيرون منا بمجرد أن أغمضنا أعيننا وبدأنا نتأمل تلك الأصوات وجدنا شيئا من التجانس الطبيعي غير المشوه كما كنا نظن، ووجدنا أمفسما نستمتع بهذه الأصوات بصورة لم نتوقعها، بل ولمسنا فيها ما لم ندركه في البحر والسحاب... لمسنا الحياة... وبقي أن نقدرها.


اتجاهات : الانسان وذكر الله في كل حين

أثناء ذهابي صباحا لتدريب السباحة وجدت ميكروباصا شبه خاليا من الركاب وواقف أمام بيتي وكأن لسان حاله يقول لي "تعالى أوصلك"، ففرحت جدا، لأني في أغلب الأحيان أقف كثيرا لأجد توصيله مريحة تأخذني حيثما أريد.
بمجرد أن ركبت ودفعت الأجرة للسائق الملائكي وأخذت مقعدي وبدأت اتأمل عظمة الخالق في تيسير السبل والوسائل المختلفة لكي نقضي حاجتنا ومصالحنا والتي تصب كلها في الآخر في بوتقة واحدة وهي تمجيد وتعظيم اسمه العلي حتى لفت أنتباهي ملصقين على نافذة الميكروباص أخذت اتأمل فيهما ما أن رأيتهما وحتى كتابتي هذه السطور.
الملصق الأول ويقول: "اذكر الله" ، والآخر: "اجعل أوقات الانتظار ذكر الله واستغفار"
وبالرغم من أن كلا الملصقين بدا مألوفين لي تماما، فقد يكونا كلاهما أو حتى أحدهما موجودا في كافة وسائل المواصلات المصرية، إلا أنني واليوم فقط استشعرت بمدى أهميتهما ووجوب الاستجابة لهما في حياتنا اليومية، ليس فقط في أوقات الانتظار بل في كل حين.
وتستحضرني هنا مقولة شهيرة للسيد المسيح عليه السلام قد لا يفهمها الكثيرون، تقول: "صلوا كل حين ولا تملوا" ...
كل حين... !!؟؟  إزاي يعني؟
يقول الفليسوف كيفيلو: "هناك معضلات لا يفسرها سوى معضلات آخرى"
المعضلة الأولى هي كيف نذكر الله طوال الوقت ونحن مشغولون ومهتمون بمشاكلنا وطموحاتنا وأعمالنا وأعبائنا؟
والمعضلة الثانية: هل ذكر الله هو الطلب من الله كما نظن جميعا أم هو الاستجابه لله أم كلاهما؟
والإجابة أنه لو كان ذكر الله هو الدعاء لله لكي يحل لنا مشاكلنا ويسهل لنا طرقنا وينجحنا في مساعينا فإننا سنكون بهذا نناقض أنفسنا... كيف؟؟ لأننا ذكر الله بهذه الطريقة هو استغلال لله لتلبية طلباتنا البشرية – وحاشا لله – أن يأمر المخلوق الخالق.
أنستنكر على الله علمه بإحتياجاتنا؟
أنشك في رحمة الله الواسعة؟
أما الصلاة كل حين، أو ذكر الله المستمر هو ببساطة أن نأخذ الاتجاه القويم والصحيح في العبادة، ألا وهو أن يبقى الخالق خالقا والمخلوق مخلوقا. أن "نؤمن" بالله لا بالكلام بل بالاقتناع والرؤية الحقيقية أنه الخالق العالم بكل شئ وببواطن الأمور وبنوايانا واحتياجاتنا الحقيقية ورسالتنا التي خلقنا من أجلها، أن "نؤمن" بحق أنه هو الخالق الذي يحرك ويسير الكون كله بما فيه نحن البشر المخلوقين الذين استبدلنا استخدام عقولنا في تعظيم وتمجيد اسم الله القدوس بالاهتمام بأمورنا الشخصية وشهواتنا الأرضية وطموحاتنا المادية  بل وتجاسرنا ووقفنا في موقف نسأل فيه نحن المخلوقين خالقنا العظيم لكي يسخر الكون لخدمة ذواتنا الفانية.
ان ذكر الله الدائم والصلاة في كل حين هي أن نسلك ذلك الاتجاه وهو التسليم الكلي بإيمان وثقة في الله ونحصل على تلك الرؤية بأن إرادة الله وخطته السمائية لا تقبل التشكيك ولا التعديل لأنها كاملة لا تشوبها شائبة.
ويابخت من استطاع أن يتخلى عن كبريائه البشري واستطاع بإتضاع أن يؤمن بقوة الخالق القدير ليسلم له ذاته ويتكل على غنى رحمته ومحبته غير المتناهية... هنا فقط سيعرف معنى السعادة والسلام.
فلنتتوكل على الله جميعا

  

Saturday, April 2, 2011

Illusion of Freedom VS Motives

"Good and evil, reward and punishment, are the only motives to a rational creature: these are the spur and reins whereby all mankind are set on work, and guided." (Locke.)