Thursday, December 15, 2011

زوشي وجاري ووسابي وأشياء أخرى عالنيل


ذهبت مع زوجتي بالأمس لنتعشى في أحد المطاعم العائمة على النيل في جو هادئ ورومانسي فقررنا الذهاب إلي عوامة تريانون نايل دراجون بالجيزة لنأكل شيئا ونختبر تجربة جديدة في نفس الوقت، فقررنا أن نتعشى "سوشي" أو كما ينطقونه في اليابان "زوشي" وكانت حقا تجربة لن ننساها.

صدقوني لم أفكر في الكتابة عن هذه التجربة من باب السخرية أو الفكاهة على تناول شئ غريب على ثقافتنا كما اعتدنا أن نتناول مثل هذه التجارب، حتى رغم محاولتي تناول هذا الموضوع بهذا الشكل الساخر التقليدي، إلا أنني، ولأنها كانت بالفعل تجربة جميلة، قررت الكتابة للتعبير عن إمتناني وإعجابي بهذا الطبق الجميل والصحي والذي لن أنساه أبدا.
بعد أن شربنا العصير الفريش (كيوي معصورا لتوه) وأثناء تأملنا في جمال النيل تحت سماء ليلة باردة، جاءنا الجارسون وفي يده أطباق السوشي الشهية.

سوشي كومبو

لأنها المرة الأولى لأختبار هذا الصنف ااياباني، فلم نعرف ماذا نختار فقررنا أن نجرب قطعة واحدة من كل صنف، فكان مجموع كل طبق حوالي 8 قطع لكل واحد منا (كل قطعة عبارة عن كائن بحري غير مطهو ومربوط في قليل من الأرز الصيني الأبيض بشكل جميل). وكانت الأصناف عبارة عن سمك أبيض كالثلج، سبيط، ثعبان بحر، جمبري صحيح، أحد أرجل أخطبوط، سمك تونة أحمر، سمك سالمون، وجمبري بالخلطة. وفي الطبق عجينة خضراء (احترس منها فهي حارقة للغاية فلا تأخذ منها كثيرا في المرة الواحدة، وأوراق نبات مزينة على شكل زهرة وردية اللون حراقة جدا أيضا)

جاري

المهم، بعد أن تناولنا (معظم) ما في الأطباق، بالأعواد الخشبية الشهيرة "تشوب تشوب" قررت أن أخذ الميل الإضافي ولا اكتفي بإمتاع جسدي فقط وقررت أن أشبع عقلي الفضولي أيضا فطلبت من الشيف أن يخبرني عن ماهية العجينة الخضراء والنبتة الوردية الموضوعتان في طبق كلا مني أنا وزوجتي. فجاءنا الشيف ومعه جارسون (للترجمة تقريبا) مع العلم أن كلاهما مصريين. فأخبرني الجارسون بطريقة عفوية جدا كأنني من كبار أكيلة السوشي أن العجينة "دي وسابي" والنبتة "دي جاري" وهو مبتسم ويتكلم ببساطة كأنه يخبرني بأن هذا طبق فول ودي حتة طعمية، فظللت مبتسما له في بلاهة إلي أن أنقذنا الشيف من هذا المأزق عندما أخبرني (الأخضر ده فجل وديه جنزبيل) فشعرت بالإحراج قليلا، فرغم أنه لم يقولها صراحة (أنا عارف أنك مصري ومش هاتفهم بس عالعموم ده فجل والتاني ده جنزبيل) إلا أنه اكتفي بالتبسيط واحترام "الزبون" .

ولأن فضولي ليس بالأمر الهين، فاستطردت في الاستفهام، فاستطرد هو "أنه فجل مخصوص مخلوطا ببعض التوابل والجنزبيل عبارة عن النبتة نفسها مقطعة شرائح رقيقة ومخللة ومقدمة بشكل جمالي على شكل وردة مفتحة". هنا ارسل عقلي لي إشارة بأنه أِشبع وأن المعلومات أرضته، فشكرت الشيف والجارسون ودفعت الحساب (وتركت بقشيشا إضافيا ثمنا للمعولمات القيمة) وغادرنا فرحين، ثم قررت كتابة تفاصيل الوجبة لكل من يريد خوض المغامرة وتجربة السوشي يوما ما دون أن يبدو كالصعيدي في الجامعة الأمريكية.

وفيما يلي بعض المعلومات الإضافية والنصائح عن تجربة السوشي:

تلف قطعة اللحم البحري مع قليل من الأرز بقطعة من العشب البحري سوداء اللون اسمها "نوري" وهي نوع من الطحالب المائية كانت تستخرج قديما مباشرة من الماء وتقطع لشرائح رفيعة جدا وتجفف، أما الآن فهي تزرع في مزارع مخصوصة لتستخدم في الأغراض التجارية كالسوشي، وعندما يكون ال"نوري" طازجا وعالي الجودة فيكون أخضر اللون وأكثر سمكا.

نوري

التاماجوياكي (ويسمى أيضا بالتاماجو أو داشيماكي) هو ببساطة "بيض" أومليت حلو مصنوع على الطرقة اليابانية يستخدم في لف الطعام كالرول وهو بديل للنوري في بعض الأصناف. أما ال"نوري تاما" فمن اسمه يمكن استنتاج أنه "بيض" أيضا ملفوف بورق ال"نوري".

الجنزبيل أو الزنجبيل الذي يقدم مع طبق السوشي اسمه "جاري" وهو عبارة عن شرائح رقيقة للغاية وردية اللون ومذاقها حار جدا (ولكن ليس كالشطة) وهو يصنع من ثمار الزنجبيل الصغيرة وينقع في محلول من السكر والخل ويقدم دائما مع السوشي ويقال أنه مفيد في الهضم حيث يخلص الجسم من أي سموم أو بكتيريا قد تكون عالفة باللحم النئ في السوشي، حيث أن الزنجبيل عموما يحتوي على خواص مطهرة للمعدة والحلق.

ولا يجب الخلط بين الجاري والأجاري، فالثاني هو الشاي الأخضر الذي يقدم بعد وجبة السوشي.

أما الوسابي فهو عبارة عن عجينة خضراء (فستقية اللون) تتكون من لفت مبشور وبودرة خردل (مسطردة) وبالرغم من الطعم الحريف جدا للوسابي إلا أنه لا يؤلم الفم لفترة طويلة على عكس الشطة وذلك لسببين أولا أنه لا يحتوي على زيوت عطرية تلتصق بالفم، والسبب الثاني لأنه يؤثر أكثر على مراكز التذوق العلوية القريبة من الأنف وليس باللسان كباقي الأطعمة.

وسابي

والياكي سوبا هي عبارة عن مكرونة مقلية على الطريقة اليابانية، والأوكونومياكي هي نوع من المأكولات اليابانية التي تشبه بان كيك والتي تحتوي العديد من المكونات. أما الجايودون فهو طبق ياباني أقرب إلي الأرز بالكباب في مصر.

التسوكه-مونو بالياباني يعني "مخلل"، وهو ليس صنف بعينه بل مجموعة من الأصناف والمخللات، وعادة ما تقدم التسوكه-مونو مع الأرز والأطباق الرئيسية (كازو) والمشروب كطبق صغير ثانوي. يتم تخليل معظم الأنواع والتي عادة ما تكون من الخضار باستخدام الملح والماء.

أما الترياكي فهو ليس وجبة أو صنف طعام بل هو طريقة طهي يابانية، بمعنى أنه يمكنك تناوي أي صنف بطريقة الترياكي، وهي أي نوع لحم مشوي أو محمر بصوص الصويا الحلو، وفي اليابان يميلون إلي طهي الأسماك بجميع أنواعها بطريقة الترياكي أما في الغرب فيطهون اللحوم الحمراء والفراخ على طريقة الترياكي.



طرق تقديم السوشي