Wednesday, July 22, 2009

أسبوع مصري خالص

طوال هذا الأسبوع تحديدا وأنا أسمع عدة آراء عن المصريين تحتاج إلي وقفة حتمية وإعادة نظر

1- مدرب مصري يخبر فريقه بأن الخبير الياباني للعبة يتعجب من طريقة تلقي المصريين للتدريب، فهم لا يثقون بالمدرب ولا يسلمون له ذاتهم، ويتشككون في منهجيته التدريبية، وأكثر من كل ذلك يأتون التمرين ليتحدثون ويتشاطرون أحاديث يومية لا قيمة لها

2- محاضرة لأحد أطباء العظام يحكي عن تجربة أخصائي تغيير مفاصل إنجليزي وهو يعبر عن عدم فهمه لطبيعة المصاب المصري عند تلقيه رأي الطبيب بتغيير أحد مفاصله، كيق ينوح، ويبكي، ويجن أهله ويلطمون، بل ويعتبرون الطبيب لا يفقه شيئا، والمستشفي لا يهمها سوى التربح، ويفكرون في تغيير الطبيب لإرتكابه هذا الخطأ الفادح، في حين أن نفس الخبر الذي ينقله نفس الطبيب لنفس الحالة ولكن لمريض أوروبي أو أمريكي أو أي جنسية أخرى، فإنه يتعامل مع الموقف بفرح أو حتى لا مبالاه، طالما أنه في النهاية سينتهي من آلامه ويعود إلي حياته الطبيعية.

3- أحد الأصدقاء يخبرني برأيه في شقق الأجانب والمصريين، وكان تعليقه كالآتي: لقد زرت شققا للعديد من الأصدقاء في بعض الدول ولفت إنتباهي أنه بالرغم من مستوى معيشتهم المرتفع للغاية إلا ان شققهم وغرفهم تكاد تخلو من قطع الآثاث والأدوات والكراكيب، على عكس تماما الحال في مصر، وخصوصا في بيوت الفراء، حيث تجدها مليئة بالكراكيب والهلاهيل، التي لا حاجة لها، كفستان للجدة كانت ترتديه وهي طفلة، أو فردة شبشب فوق الدولاب تنتظر اليوم الذي تجد فيه زوجها لتصلح للعمل مرة أخرى، أو حتى لوح زجاج مكسور، قد يأتي له يوم حاجة.. الخ.

4- في مكالمة تليفونية مع صديق لي "مثقف" كان يخبرني عن كتاب تاريخي قراءه مؤخرا عن فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر وأن ذلك ال‘تلال الإستعماري الاستغلالي كان يمكن أن يتحول إلي تبني ومشاركة وضم بين المملكة البريطانية ومصر الفقيرة المحتلة من قبل الدولة العثمانية، ولم يحول دون تنفيذ هذا الإقتراح سوى رأي أحد الخبراء أن المصريين لن يقبلوا هذا بسبب حسهم الوطني والذي كان يجعلهم وقتها يفضلون الفقر والبساطة عن الغنى والعلم والتطور، فقررت إنجلترا سحب الفكرة واستعمار مصر واستغلالها، فهدرت مواردها بين سرقة المستعمر لها، وتشتت أهلها في حروب مستمرة، وتوصلنا إلي ما نحن فيه، بدلا من أن نصبح احد أبناء المملكة كاستراليا ونيوزيلاندا وكندا، وهي للعلم دولا يعتبر مجرد السفر إليها حلم ملايين المصريين، بالرغم من برودتها وتصحرها وبعدها ، فمابلك لو كانت مصر في جوها وموقعها وبيئتها، بغني وتقدم كندا أو استراليا أو انجلترا.


ولكن ،،،،،


مما سبق يتضح لنا أن المصري في حد ذاته دولة مستقله لا يحتاج إلي مدرب أو طبيب أو مدرس أو حتى نظام حكم ليستطيع أن يعيش ويحيا ويقددم دوره في المجتمع، وهي ي رأيي ليست عيبا لأنها تجل منه بإختصار كائنا قادرا على الصمود في الظروف التي يستحيل على اي أنسان آخر تقبلها، فنجاح الغرب والشرق يكمن في التخصص، أي تفاني كل فرد في كجال بعينه مما يجعله بارعا فيه إلي أعلى الدرجات، لذا فهم يخرجون العلماء، والأبطال الرياضيين، والإقتصاديين، وغيرهم، وهي كلها كجالات تحتاج إلي تخصص، أي يتحول الانسان إلي ما يفعله. إلا أن هذا النوع من الشخصية، وبالرغم من قدرته على خلق مجتمع مثالث فكل فرد فيه يقوم بدوره على أكمل وجه وبالتالي تكمل الدائرة ويتحقق الإشبارع، إلا أن هذه الشخصية للأسف لا يمكنها الصمود في ظروف صعبة قد تطرأ كتغير مناخي، سياسي، صحي، أو بسبب اي كارثة من اي نوع تحول دون استخدام هؤلاء المكرسين لقدراتهم التي ضيعوا أعمارهم يبنون فيها، على عكس ذلك الذي منذ ولادته لات يفعل شيئا سوى توقع ما هو أسوأ والاستعداد له نفسيا وفكريا وبدنيا، بل وحتى دينيا، كيف سيكون الحال عند اشتداد الأزمات من سيصمد أمام وجه الحر، أو إنتشار الوباء، ألم تقض موجه حر واحدة على بضعة مواطنين أوروبيين منذ بضعة أعوام، إنها نفس الموجه التي نشهدها ونعيش معها نحن المصريين كل عام.

تخيل معي أن دول العالم عبارة عن بيوتا مصطفة في أحد الشوارع، وأن لكل بيت خصصت سيارة فارهة مكيفة وبها كافة الكماليات التي تضمن راحة ورفاهية الركاب، بلإستثناء بيت واحد، لم يحصل على سيارة شبيهة بل حصل على جمل، وفي كل يوم يذهب الجميع إلي عمله ويعود، من في السيارة يشعر بالراحة والمتعة والإمتنان لهمجتمهع الذي أهتم به، فيعطيه أفضل ما عنده من طاقة وفكر ومجهود، ومن يذهب بالجمل، يصل عمله متأخرا، وأياما كثيرة لا يذهب بسبب مرض بالجمل أو إصابة أو لعدم رغبة الجمل في الحركة، أو حتى لإلحاح غريزته الجنسية عليه ورغبته في إفراغها، وتعدد الأسباب ولكن المهم أن الجميع يعمل ويعود إلي بيته في نهاية اليوم. غلي أن جاء يوما هبت فيه عاصفة رملية كبيرة أدت إلي إعطاب كافة السيارات، وسدت الطرق، فلم يستطع أحد التحرك أو تقضية مصالحه اليومية إلا أصحاب الجمل، سفينة الصحراء ....

والمعنى واضح ....

ثم جاء اليوم لأقرأ هذه القصيدة على مصراوي عن المصريين.


عشان انت مصرى لازم تعانى

عشان انت مصرى لازم تعانى
وتفقد كرامتك بكل المعانى
وتحرق فى دمك سنين مش ثوانى
واوعى تصدق كلام الاغانى
بتاع الحضاره وكانى ومانى
ده كله هجايص مايدخل ودانى

عشان انت مصرى العذاب بيناديك
بتبدا فى يومك حاجات بترازيك
فى نومك فى قومك تعكنن عليك
تضايقك ولسه العماص فى عينيك
مافيش ميه تشطف صابونه فى ايديك
وجسمك ملزق وريحتك عاديك
فتلبس وتنزل وفيك اللى فيك

ورايح لشغلك حتحتاج مواصله
ادى المترو واقف وكهربته فاصله
وفى الميكروباص خناقه وحاصله
اوتوبيس فرامله عايزالها وصله
وتوك توك ده تايه ومحتاج لبوصله

بتوصل لشغلك بدم اتحرق
فى زحمه وكتمه وحر وعرق
رئيسك سايبلك كومه ورق
ده غير دمغه ضايعه وملف اتسرق
وفى كام مواطن عامللك قلق
بيشكى تقول له روح اندعق
وعركه وهوجه وشاى اندلق
ومخك خلاص من الصداع اتفلق

هترجع لبيتك ده لو كان فى بيت
هتوصل هتندم ياريتك ماجيت
مراتك بتصرخ خلاص استويت
عيالك بتطلب وهات كيت وكيت
تزعق تهاتى ياناس اتهريت
ولاحد سامعك مهما هاتيت

عشان انت مصرى وده للاسف
فلازم تاسى تعيش تتقرف
وكل الاساسى فى حياتك ترف
فتنسى الكرامه وتنسى الشرف
وتسرق وتنصب او تنحرف
ودمعك بيجرى وجرحك نزف
مش انت اللى مصرى؟؟؟ جتك القرف