Wednesday, June 23, 2010

رابطة عنق في سهرة حارة
  مينا عدلي يونان :
الزوج: لقد حصلت اليوم على أول دفعة من مستحقاتي المالية وأنوي شراء سيارة، هل تمانعين الذهاب معي اليوم إلي المعرض لاختيار سيارة مناسبة؟
الزوجة: إنه خبر عظيم، وكم مبلغ المكافأة؟
الزوج: 100 الف جنيه
الزوجة: جيد جدا، مارأيك في شراء سيارة بـ 30 ألفا و نضع الـ 70 الباقية في حسابنا المشترك في البنك.
الزوج: بالطبع لا، سأشتري سيارة جيدة بالمبلغ كله، فأنا من يقود وأعرف جيدا أهمية أن تكون السيارة حالتها جيدة.
الزوجة: يمكننا أن نشتري سيارة مستعملة بـ 30 ألفاً وتكون حالتها جيدة ايضا.
الزوج: أعلم ذلك ولكنها ستظل بها عيوب.
الزوجة: ولكن مميزاتها أكثر، على الاقل هي موفرة في البنزين، وقطع غيارها أرخص، وسيتبقى معنا مبلغ كبير للطوارئ، أو لتجديد عفش الشقة بأكمله فقد بدأ يبلى.
الزوج: لا أعلم ماذا أقول لك، ولكنني اعتدت أن أركب سيارات فارهة منذ أن كنت طالبا في الجامعة، كما أنني لا أحب التعامل مع الميكانيكية، كما أنني اهتم جيدا بعنصر الأمان في السيارة وهو أمر لا يتوافر في السيارات الرخيصة.
الزوجة: هل أنت جاد؟ ستدفع المبلغ كله في سيارة تركبها لوحدك معظم الوقت؟
الزوج: أولا هذا المبلغ لم نكن نتوقعه في الأساس، ثانيا بالطبع ستكون سيارة الأسرة، هل سأتركك مثلا تذهبين مع الأولاد لأي مكان في سيارة أجرة وأنا معي سيارة؟
الزوجة: ولكنك أغلب الوقت إما في عملك أو مع أصدقائك.
الزوج: وما الحل في نظرك؟
الزوجة: هذه السيارة سببا للمشاكل منذ البدية كما ترى، وفي الواقع أنا لست مستبشرة خيرا منها، ولا أوافق على الفكرة اساساً.
الزوج: وما دخلك أصلا في الفكرة، أنها غلطتي في الاساس أني أخبرتك.
الزوجة (وقد بدا صوتها يعلو وتكاد تنفجر في وجه الزوج باكية): إذن أنت حر، أفعل ما تشاء، ولكن أعلم أنني لن أركب معك هذه السيارة أبدا.
الزوج: بل ستركبين معي، فلن أدعك تركبين مواصلات عامة بعد الآن مع غرباء بمفردك.
الزوجة: مادمت ستفعل ما تريده، سأفعل أنا ما أريده.
الزوج: بل ستفعلين ما أريده أنا، فأنا الزوج... أنا رب الأسرة.
الزوجة: سي السيد حضرتك؟ سأفعل ما أريده، ولن تمنعني، أنت لم تتزوج جارية، فأنا متعلمة مثلك وأعمل ويمكنني الاعتماد على نفسي.
الزوج (بصوت عال): ستسمعين كلامي، إن أردت تمضية اليوم على خير؟
الزوجة (صارخة باكية مرعبة): أتهددني، أنا ذاهبة إلي أمي.
الزوج: اذهبي! أنت بالفعل زوجة نكدية، أنا فعلا نادم على اليوم اللي أخدت فيه القرار الـ(........) واتعميت واتجوزتك.
تنفجر الزوجة في البكاء: تصدق أنا اللي طلعت فعلا عمياء وغبية أني قبلت واحد زيك يا متخلف يا رجعي.
الزوج: احترمي نفسك يا بنت الـ (..........) الراجعي ده هو اللي عملك بني أدمه ولا نسيتي أصلك، ما هو طبعا عمركوا ما ركبتم عربيات ولا تعرفوا يعني أيه عربية يا عيلة ( تيييييـت) .
الزوجة وقد انتهت من ارتداء ملابسها (السوداء والمعدة خصيصا لهذه المناسبات): اخرس يا (..........) أنا عند أهلي اللي ضفرهم برقبتك ورقبة أهلك ومش عاوزة اشوف وشك تاني (وتغادر الشقة).
الزوج (لنفسه): تستاهل... أنت اللي جبته لنفسك، ما أنت كنت عايش لواحدك بتعمل كل اللي نفسك فيه كان يوم أسود يوم ما فكرت تتجوز.... خلاص إحنا فيها .... سأخلع رابطة عنقي التي أرتديتها يوم زواجي، سأعود حرا من جديد... سأطلقها.
الزوجة (لنفسها في نفس الوقت): أنا ليه ياربي وقعت في انسان مش حاسس بيا ومش بيراعي مشاعري، وأنا اللي كنت فاكرة أني هارتاح من هم بابا وماما وأخلص من حبستهم ليا، عشان يطلعلي سجان تاني طول العمر، هو فاكر نفسه متجوزني ليه، عشان امسح وأغسل بس؟ لأ بقى أنا ليا رأي ولازم يسمعه غصب عنه عشان هو ده الجواز، مشاركة وحوار، بس ده انسان عديم الاحساس ودماغه ناشفه، أنا دلوقتي كبيرة وباشتغل، ووحشني بيت ماما أهو أحسن من وشه 100 مرة، أنا مش هارجعله تاني خليه يعرف قمتي ويندم على اللي بيعمله ده، بس هايكون فات الآوان عشان أنا مش ناوية أرجعله تاني، أنا هاطلب الطلاق.
-------
أيستطيع أحد الرجال معرفة سبب مقنع لإرتدائه رابطة العنق أو الكرافته يوم فرحه، أو لماذا "بالتحديد" أخذ قرار الزواج؟ فالزوجة، التي يخالها الرجل قبل شروعه في اتخاذ قرار الارتباط ، ليست لا من قريب ولا من بعيد ذلك الكائن المتقلب الخطر، الذي سيفاجأ به المسكين. وأيضا الحال بالنسبة للزوجة، فالزوج الذي لطالما حلمت به، الكريم، الطيب، المتساهل، الرومانسي، الغني، لا تجده أبدا بعد الزواج، أو تجده فقط في خيالها وعالمها الخاص.
إذن فالزواج هو اللحظة التي يدرك فيها كلا الطرفين أنهما تعرضا للاحتيال وسلب تحويشة عمرهم، ولا يمكنهم العودة بعد ذلك، وليس أمامهم شئ سوى التأقلم والتعايش مع العالم الجديد الذي هاجروا إليه من عالم العوزبية.
ولجعل أغلب لحظات الزواج سعيدة أو حتى مقبولة فلا يوجد سوى حل من اثنين، إما الاستيقاظ من ذلك الوهم قبل الزواج، وتفادي الأمر برمته، أو الإعداد له من منطلق الحقائق المكشوفة سواء قبل البدء في الحياة الجديدة أو بعد الوقوع في الفخ.
بالنسبة للرجل، الأمر أكثر صعوبة من المرأة لعدة أسباب، أولها أن الطبيعة هي التي أعطته الحق في ترأس المرأة وقيادتها، وبالفطرة والغريزة سيدرك أي كائن حي أن الرجل هو رأس المرأة وليس هناك جدال في ذلك الأمر فهو مفروغ منه - على الصعيد الفطري بالطبع - ؛ ثانيا، موضوع الزواج بالنسبة للرجل يتلخص في نقاط ثلاث لا يفصح عنها إلا مع أصدقائه المقربين فقط؛ ألا وهم البحث عن الإشباع الجنسي في إطار شرعى، والاستقرار وراحة البال، وتحمل المسؤولية من خلال تكوين أسرة وقيادتها برجولته الفطرية الأزلية. ثالثا، يتعرض الرجل لصدمة كبيرة بعد الزواج عندما يجد زوجته أصبح لها شخصية ودور منافس له على كرسي القيادة في سفينة علاقتهما، فقبل الزواج تتعامل المرأة مع الرجل معطية اياه كافة حقوقه القيادية، فهو من يبدأ بالتقرب منها، وهو من يطلب يدها للزواج، وهو من يزورها في البيت ويستأذن من أهلها ليحصل عليها منهم، وهو من "يدفع" مقابل للشبكة، وهو من يشتري سكن الزوجية، بل وهو الذي يقود العلاقة الجنسية (أساس الزواج)، ليفاجأ بعد ذلك، أن زوجته تتنازل عن أنوثتها الفطرية وتريد "مشاركته" رجولته، لتتدخل في كافة قراراته حتى لا تصير "الشغالة بتاعت البيت"، ولا يكون هو بالنسبة لها "سي السيد"؛ فينشأ الصدام، وينشب الصراع.
أما بالنسبة للمرأة، فالزواج بالنسبة لها له أبعاد أخرى تختلف كثيرا عن دوافع الرجل، فهي قبل كل شئ تبحث عن ذاتها الأخرى من خلال الرجل، أي ذاتها كأم، فتدفعها غريزتها إلي البحث عن الأب، الذي لحسن الحظ، لولاه لما أصبحت أما كما كانت تحلم منذ ان كانت طفلة صغيرة، إذن فالدافع الأول لدى المرأة هو طبيعتها كأنثى، ثم تلعب الطبيعة دور الدافع الثاني أيضا، ليتحكم جسد المرأة في رغبتها في الزواج، فهي، على عكس الرجل، مرتبطة بتوقيت معين لتكون أما، إن فاتها، فلن تكون أما أبدا، فالمرأة على عكس الرجل، تفقد بويضاتها ولا تجددها، وعند سن الأربعين، تصبح عاجزة عن الإنجاب في حين يمكن للرجل الإنجاب حتى آخر لحظات عمره. كذلك، تلعب العوامل الإجتماعية دورها في حياة المرأة، فضغط الأهل ورغبتهم المتوارثة في زواج ابنتهم عند سن مناسبة لرجل مناسب، وزواج أصدقائها يوما بعد يوم وإنجابهن أطفالا وتكوين أسرا، يجعلها تترجى الزواج بأي طريقة، حتى أنها تكون على استعداد لقبول أول شخص مناسب يأتي في الوقت المناسب. أما بالنسبة للبنات اللائي لعبت الميديا دورا كبيرا في إعادة صياغة نفسياتهن، فسيبحثن، إن كن في سن يسمح بذلك، عن الزوج الذي يأتي بعدة مواصفات معدة مسبقا في مخيلاتهن، أولا أن يكون متوافقا في التعليم معها، ويمتلك من المال ما يعينه على تكوين اسرة، وله شخصية جذابة سواء بأسلوبه الطيب، أو بكلامه الرومانسي، وكلها بالطبع أمور سطحية، يعلمها كل الرجال، وبمجرد توظيفها، حتى يستطيع أي رجل إيقاع أي فتاة متاحة في شباكه.
ولأن الرجل يريد أن تحبه فتاته، أو زوجته، فيعطيها ما تريده، الشكل والمظهر والأسلوب، ولأن الفتاة تريد بدورها جذبه إليها، فتتعامل معه بأنوثتها لتشعره برجولته فيزداد تمسكه بها. لذا تعد الخطوبة من أكثر الفترات المليئة بالتمثيل المقنع وتجد عبارات مثل : "اللي تشوفه"، "اللي أنت عاوزه" ، "براحتك" ، منتشرة جدا بين المخطوبين، في حين عبارات مثل: "أنت ماخدتش رأيي ليه" ، "رأيي أنا اللي يمشي في البيت ده" ، " أنت أشفهمك أنت" ، "مالاكش دعوة" أكثر انتشارا بين المتزوجين.
والسؤال الآن، لماذا تقبل المرأة أن يطلبها الرجل للزواج، وأن يهديها الشبكة، وأن يؤسس هو بيت الزوجية، وأن يستلمها من يد أبيها في الفرح، ثم تسحب أنوثتها منه فجأة بعد الزواج، وترفض عليه الاستمتاع بحقه الطبيعي والفطري كرجل لتنازعه السلطة والقرار وتنغص عليه حياته بطلباتها المستمرة وآرائها المختلفة وتقليلها المستمر من شأن قراراته؟
والسؤال الآن، لماذا تقبل المرأة أن يطلبها الرجل للزواج، وأن يهديها الشبكة، وأن يؤسس هو بيت الزوجية، وأن يستلمها من يد أبيها في الفرح، ثم تسحب أنوثتها منه فجأة بعد الزواج، وترفض عليه الاستمتاع بحقه الطبيعي والفطري كرجل لتنازعه السلطة والقرار وتنغص عليه حياته بطلباتها المستمرة وآرائها المختلفة وتقليلها المستمر من شأن قراراته؟
وفي رأيي، لأن جوهر الحياة مبني على الاعتدال، والتجانس، والتوافق، فكما أن الرجل هو الذي يلعب دور منشئ العلاقة، فالمرأة هي من يدين لتلك العلاقة بالحفاظ عليها وبقائها، وهي المسؤولة عن نجاحها بحكمة أنوثية فطرية تملكها المرأة فقط، ونراها بوضوح في أمهاتنا وأمهاتهن، وهذا هو المعنى الحقيقي للمساواة بين الرجل والمرأة، فالمساواة الصحية هي مساواة تحترم الطبيعة وتقدر الإختلاف الفطري، أما المساواة المصطنعه فهي التضحية بالطبيعة الأم واستنساخ أفراد متشابهين لمجرد الحصول على "شكل" المساواة، وتذكر دائما أن التوزيع العادل ليس تقسيم الكمية على اثنين بالتساوي، بل إعطاء كل فرد قدر احتياجه.
فالسر ايها الرجل وأيضا أيتها المرأة في إنجاح العلاقة وفي فشلها يكمن في المرأة، حيث تنقسم عقليات النساء إلي ثلاث: 1- المرأة الطبيعية: وهي التي تتعامل مع زوجها (الطبيعي) بالفطرة الربانية، وتترك له القيادة والمسؤلية وتساعده وتعينه في تنفيذ قراراته حتى لو لم تكن مقتنعة بها لأتها تؤمن أنها "معين نظير" وهو رأس وقائد ومدبر ومسؤول عن ذلك الكيان المدعو أسرة. 2- المرأة الأكثر ذكاء من زوجها: وهي الزوجة الحكيمة الواعية، التي تربت في أسرة سوية، وقد يكون تعليمها أعلى من زوجها، أو مواهبها ومقوماتها الطبيعية وخبرتها أفضل من زوجها، فتقوم بحكمة وبراعة بإدارة الأسرة و"تسيير" الزوج وقيادته دون أن تجعله يشعر بذلك، فحكمتها تجعلها تهتم بالنتائج أكثر من الانشغال بالبحث عن السلطة الشكلية، وهي تعلم جيدا أن نجاح علاقتها بزوجها أساسه أن يظل الزوج يشعر برجولته الفطرية وإلا عانى "كلاهما" فيما بعد من تسلط الزوجة وانسياق الرجل وضياع رجولته إلي الأبد. 3- الزوجة الغبية: والتي تظن (مساقة) أن المرأة خلقت مساوية للرجل ويجب أن تكون "كل" القرارات متفق عليها من قبل الإثنين، وأن الأسرة هي مسئولية مشتركة بقيادة مشتركة. وللأسف أمثال هذه العقليات، يخونهن ذكاؤهن فلا يدركن أنه من المستحيل الوصول إلي اتفاق في "كافة" القرارات أو الاختيارات أو الآراء، فهناك العديد من الأحيان - في اي علاقة ايا كانت بين طرفين أو أكثر - يجب أن يضحى ويتنازل أحد الطرفين عن رأيه لأن الآخر يرفض بدوره التخلي عن رأيه، وهنا يبدأ التحدى وتنشأ المشاكل والصراعات ويزداد العناد بين الطرفين، فتكون النتيجة الحتمية أن كل طرف ينفصل برأيه الذي يقتنع به جدا ليبتعد به عن الآخر، وعند حدوث ذلك في أكثر من موقف بين المتزوجين تجدث ظاهرة سيئة للغاية تسمى لغويا بـ"الطلاق".

http://www.gn4me.com/gn4me/details.jsp?artId=3770394&catId=54229&sec=articles