Wednesday, October 17, 2012

ما وراء خبر رفد موظف من عمله بسبب تعليق كتبه عالفيس بوك



ما وراء خبر رفد موظف من عمله بسبب تعليق كتبه عالفيس بوك

بيقولك ايه بقى: "مرة واحد كتب تعليق على النت على صورة لواحدة بنت بيعبر فيه عن رأيه بطريقة سخيفة وقليلة الأدب معجبهاش قامت انتحرت، راح البوليس قعد يدور على اللي كتب التعليق لحد مالاقاه وقام حبسه وضيع مستقبله بعد ما حاشه بالعافيه عن عائلة المنتحرة اللي كانوا هايقتلوه من فرط غضبهم، ولما خرج من السجن المجتمع كله اعتبره مجرم وقاتل ووحش وسفاح وطردوه من وسطيهم وعزلوه عنهم." 

وبيقولك كمان: "انهم بعد ما خلصوا على الراجل قعدوا يرسموا في كاريكاتيرات ويطلعوا أفلام كل مضمونها اهانه اديان ومعتقدات ناس ماجتش جنبهم ولا عملتلهم حاجة، أهوه رخامة كدة مش أكتر، راح واحد من الغيورين على دينه اتضايق وراح فجر نفسه وموت واحد من اللي كانوا فاكرين انهم بيعبروا عن رأيهم بالطريقة غير المحترمة ديه وماتوا الاتنين سوا. راحت الناس اتضايقت وقامت الدنيا ماقعدتش. قال ايه: الناس الارهابيين اللي بينتحروا عاوزين يقضوا على حرية الرأي ويرجعوهم لعصور الجاهلية، ونسيوا خالص ان هما نفسهم وعشان خاطر واحدة اتضايقت فانتحر "برضه" من مجرد تعليق على صورة على صفحة اللي هايشوفوها ما يتعدوش على صوابع الايد الواحدة راحت قامت الدنيا وماقعدتش". 

الموضوع باختصار ان الكلام اللي فوق ده افتراضي بس بيحصل بصور مختلفة وفي مجتمعات شبيهة لكن اللي حصل فعلا انهارده ان ناس كتير في كندا فخورين قوي بواحدة اسمها "كرستين لافو" قامت بالإبلاغ عن شخص وطالبت ان يقال من عمله بعدما وجدته قد كتب تعليق قليل الأدب على الانترنت عن "أماندا تود" (الفتاة التي انتحرت بسبب تعليقات بعض اصدقائها غير اللائقة على صفحتها على الانترنت). 

يا ترى هاتبقى موضه جديدة في الغرب دلوقتي ان اللي مش عاجبه رأي واحد صاحبه أو مش عارف يرد عليه يقوم ينتحر ويسيب رسالة انه انتحر بسبب فلان فيمسكوا فلان يقطعوه وينتقموا منه بداله. وبعدها يقولوا عندنا حرية رأي ويشتموا هم ناس تانية باسم حرية التعبير. 



بلاش نفاق لو اللي هايكتب تعليق يضايق حد يبقى مجرم، يبقى اللي يرسم صورة او يكتب مقاله أو يصور فيلم بيهين حد يبقى برضه مجرم. ونتفق كلنا من دلوقتي ان حرية الرأي تقف عند حد الاساءة للغير.
ولكن ما هو اعظم من احترام مشاعر الغير ومعتقداتهم وحساتهم الخاصة انه ان اخطأ البعض فالعفو اعظم من الانتقام، وكراهية المنتقم لا تقل سوءا عن استهتار المتهكم. 

يا أخي.. "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها ... يا مرائي، أخرج أولا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك."