Thursday, April 21, 2011

على أي أساس يختار الرجل زوجته؟


قد يكون هذا هو أسوأ موضوع كتبته في حياتي ليس فقط لأني لم أكل أو أشرب أي شئ منذ يومين بل لأنني لم أصل بعد للفكرة المرجوة من الموضوع أو الرؤية والاتجاه اللذان سأكتب من خلالهما، إلا أننا ها أنذا أكتب ولا أعلم لماذا أو إلي أين.

ربما أكتب لأني أريد تمضية الوقت كي يأتي اليوم الثالث وتنتهي فترة صومي غير المبررة، ولا أجد شئ آخر أفعله، وقد يكون السبب زميلتي العزيزة التي أتهرب منها طوال الأسبوع الماضي لأني لم أنته من كتابة المقالة التي طلبتها مني مستفسرة لماذا يخاف الرجال من الإرتباط بفتيات مثقفات؟

صراحة أنا لا أعرف الإجابة مباشرة، فأنا شخصيا أنجذب بشدة للفتاة المثقفة ربما لأنني أنظر لروح وعقل من أمامي قبل أن أحكم على مظهره وطريقته في الكلام، قد يكون. وهو أمر لا أجده في معظم أصدقائي الذين ينجذبون أولا لما تراه أعينهم وتستصيغه آذانهم، ومن يقدر أن يلومهم، فالرجل في النهاية يبحث عن فتاة جميلة جذابة تحتاج دوما إليه لتشعره برجولته وفي نفس الوقت لا تكون دائمة التواكل عليه كي لا تخنقه بطلباتها المستمرة واحتياجاتها التي لا تشبع.

ولكن الفتاة التي جذبتني اليها جميلة وجذابة وقد تكون أكثر من جميع من عرفتهن، كذلك زميلتي المثقفة التي وعدتها بكتابة هذا المقال، وكلتاهما يتمتعن بأنوثة طبيعية لا أظن أنهما سيرغبان يوما في التصرف كرجال مكتفين لا يحتاجون شريكا يعتمدون عليه ويمدهن بالشعور بالدفء والحنان والطمأنينة. ولكونهن مثقفتين فإن احساسهن بالآخر أكثر من غيرهن وبالتالي لا أظنهن سيكونان كثيرات الشكوى والتذمر أو الطلبات الكثيرة التي تقيد الرجل وتضيق أنفاسه.

إذن فلماذا يا صديقي الرجل تخشى الفتاة المثقفة حتى وإن كانت جذابة وجميلة؟

قد تكون إجابة السؤال في فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، فالرجل بطبيعة الحال أقوى وأكثر قدرة على التحكم في عواطفه نظرا لأنه يتعامل مع كل أمر في حياته على حدا؛ فعلاقته بزوجته منفصلة عن علاقته بعمله منفصلة عن علاقته بأصدقائه ...الخ والمرأة بالنسبة له مهما كان حبه لها فهي فصل في كتاب كبير، قد يكون أجمل فصل أو أطوله أو أهمه ولكنه لن يشكل أبدا قصة الكتاب أو عنوانه مهما كان. أما المرأة فقد وهبها الله عاطفة قوية يمكنها الربط بكافة تفاصيل حياتها فتخلق علاقة بين كل ما تتعلق به حياتها سواء في الحاضر أو حتى الماضي وتفكيرها بهذه الطريقة يجعلها دائمة الإضطراب والتوتر والشعور بفقدان الثقة بالنفس وهو ما يجعلها بطبيعة الحال تحتاج دوما إلي من يشجعها ويذكرها بجمالها ونجاحها ومواهبها وقدراتها وتفردها ويعيد إليها ثقتها بنفسها ويجب أن يكون هذا المشجع رجلا تثق به لتتأكد أنه يخبرها الحقيقة، رجلا لا يحتاج منها شيئا كي ينافقها، رجلا مكتفيا شبعانا واثقا في نفسه وقدراته لا يبحث عن فريسة ليتملقها أملا في الحصول على جسدها ليلبي له احتياجاته.  

وفي الارتباط تختلف طبائع الرجال من حيث فهمهم لشريكة حياتهم بناء على عدة عوامل كنشأتهم، وعلاقتهم بأسرتهم، أوقصص أصدقائهم، أوطبيعة عملهم، أوقدراتهم المادية أوالجسدية.

فهناك الرجل الذي يؤمن تماما أن الزوجة هي لتلبية احتياجاته وأن دوره هو إبقائها على قيد الحياة بتوفير الطعام والسكن لها. وهناك الرجل الأكثر تفتحا لقبول رأي زوجته فيبدأ في سماعها بل والأخذ بنصيحتها إن اقتنع برأيها ولكنه في نفس الوقت يعتبر الزوجة ملكا خاصا به في عالم ملئ بالوحوش فيقيد حريتها بصورة أو بأخرى كي لا ينتفع منها أحدا سواه. وقد يتقدم الرجل أكثر نظرا لظروف المعيشة فيبدأ يرى العالم من منظور أوسع بسبب البيئة المحيطة به فيدرك أن الحياة المعاصرة في حاجة إلي زوجة عاملة وبالتالي متعلمة ولكنه لن يقبل أن تستخدم زوجته تعليمها أو ثقافتها كي تكون أفضل منه، فعلام المرأة وثقافتها بالنسبة للعديد من الرجال هو شر لابد منه أوضرورة حتمية لمواكبة الحياة، ويستمر تقدم الرجل وانفتاح عقليته ليصل إلي قمة القبول، وهو ما يولده شعوره بالشبع وعدم الاحتياج لأحد، ليس لغنى فاحش أو قوة هرقلية أو حتى تقشفا، ولكنها طبيعة الحياة أن من يصل لدرجة معينة من الفهم سيبدأ في إدراك حقيقة أن الكل إلي زوال، وأن جوهر الحياة والسعادة الحقيقية تكمن في البصيرة وفي إدراك الكل وقبول الكل، ولأن الزوجة مرآة لزوجها، فستجد هذا النوع يفضل دائما بل ويبحث لاهثا عن زوجة تشاركه نفس الرؤية كي لا تعيقة أو تعيده إلي المراحل المتأخرة السابق ذكرها. هذا النوع من الرجال، ليس مثقفا تلك الثقافة التي تعتمد على القراءة والتعلم، بل هو أكثر إلي متأمل ومتقبل مستخدما كافة الطرق المتاحة، فما يفعله العلم والقراءة والتأمل هو أنه يجعلك تفهم كيف كان يفكر الآخرون فإن أحببت الكتاب أحببت المؤلف والأبطال، وكلما تأملت وتعلمت أكثر عن الآخرين كلما فهمتهم وقبلتهم أكثر، ولكن من منا قرأ وتعلم وتعمق في أنواع البشر جميعا، وفي حضارات البشرية كلها، وفي طرق تفكير الجنس البشري بكافة صورها، لا أحد يقدر، وبالتالي فالحكمة الحقيقية ليست في الكتب، وإن كانت الكتب هي أقرب الطرق، وإنما في الوصول إلي نقطة القبول والتمسك بها، ومن يفعل هذا، في نظري هو فقط من سيبحث عن الزوجة المثقفة ثقافة حقيقية، وسيشكلان معا نموذج حقيقي يستفيد منه من حولهم.

وقد يستمر منحنى التطور لدى الرجل ليبدأ في النزول مرة أخرى فتجد الرجل الذي "يبحث" عن الزوجة القوية لأنه ضعيف ويريد من توجهه وتخطط له حياته، والزوج الطفل الذي لا تستهويه سوى الزوجة الأكبر منه سنا ليصير لها ابنا مدللا لتعوضه نقائص واحتياجات عاطفية ومادية قد يكون محروما منها، إلي أن تصل لأسوأ أنواع الرجال وهو الرجل الفاقد لرجولته تماما فيرتبط لا اراديا بزوجة ذات شخصية قوية ونفوذ ولكن عقله الحاضر يريد أن يقنعه بأنه "سيد الرجالة" فيبدأ في اسقاط ضعفه وفشله على نجاح زوجته فيخرج رجولته بصورة همجية أمام زوجته كإشارة منه بأنه رجلا ويعوض عقد نقصه بضربها وقمعها وإذلالها ليثبت لنفسه أنه مازال رجلا.

فاحترسي يا صديقتي وأبحثي جيدا كي تجدي الشريك المناسب لطبيعتك واحتياجاتك، وأفضل زوج لكي هو ذلك الذي تستطيعين بالفعل وبالإقناع على مساعدته بالطريقة التي يريدها هو لا التي تحسبينها أنت.






No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest