Wednesday, March 16, 2011

العامل (إكس ) أو

من الأخر كده ، أنا قررت أخرج من جو الإحباط و الإكتئاب اللي أنا عايش فيه بقالي كام يوم و أكتب كلمتين هنا و رزقي على الله ،

أبويا و أخواتي و أصحابي و كل قرايبي عمالين يسالوني : هو أنت إيه رأيك في التعديلات الدستورية ؟!

هو أنت ليه سكتت فجأه ؟!

هو انت ليه حتى مش راضي تتكلم في اي حاجه ؟!

طيب نتكلم .. و ماله ... مفيش مانع ... بس قبل لما نتكلم ارجوكم تعالوا نتفق الاول على كذا نقطة ::

1- كلامنا هنا سياسة يعني مالوش أي علاقة بأي كلام يخرج عن سياق الحدث أو أي حديث عن الاشخاص أو حتى القناعات ، إحنا هنا هنتناقش في موقف بيمر على البلد و مشكل أزمة حقيقية بين ابناء الوطن الواحد ... الموقف ده إسمه التعديلات الدستورية !.

2- اللي أنا بقوله ده هو رأيي !! أنا حر فيه ، و مش عايز أقنع بيه أي حد !

3- أنا لا ليبرالي و لا علماني ، و لا إخوان و لا وفد ولا ناصري و لا تجمع و لا أي حاجه في الدنيا ، أنا شاب مصري شاركت في الثورة و بحب البلد و بس.

نقطة و من اول السطر !

*****

في رواية ( مزرعة الحيوان ) و هي رواية للأديب البريطاني الأسطورة جورج أورويل و تعد واحده من أعظم روايات الأدب العالمي إطلاقا ،

الرواية دي إتكتب سنه1945و بتعتبر مثال حي و رائع و من أعظم الروايات اللي أتكتبت في فن الأدب السياسي ، أو ما يسمى بالإسقاط السياسي ...

في الرواية بتقوم الحيوانات بثورة على صاحب المزرعة ، الحيوانات كلها بتشارك في الثورة ، و بترفض طريقة إدراة صاحب المزرعة للمزرعة ، و فعلا بتنجح الثورة ، و بيطردوا صاحب المزرعة و يخلعوه !! و يبقوا أسياد نفسهم !

و يبدأو بقى عملية تداول السلطة !

المشكلة هنا إن مكانش في حد جاهز يحكم المزرعة !

الحصان ولا الحمار و لا العنزه و لا الخرفان و لا الكلاب و لا .... الخنازير ؟!

فعلا الخنازير كانوا هم الفصيل الوحيد اللي كان جاهز تنظيميا ، و اللي كان ليهم دور ملموس في تنظيم قوات ( وحوش إنجلترا ) اللي هم حيوانات المزرعة في الثورة ضد صاحبها !

و بالفعل بدأت الخنازير تقود باقي الحيوانات و تفكرلهم إزاي ممكن المزرعة تتحكم في الفتره القادمه الحرجة من عمر الحيوانات !

و بالفعل بدأ الخنازير في عمل أول دستور مؤقت للمزرعة !

و كان أول فقره في الدستور هي - جميع الحيوانات متساوية في الحقوق و الواجبات !

و وافق الحيوانات على الدستور اللي بيدي الحق للخنازير إنها تكون واضعه التعديلات في الدستور و صاحبة القرار في إدارة و التخطيط للمزرعة !

و بدأت ثورة ( وحوش إنجلترا ) تنتشر ، و تخيلوا إنها أصبحت ملهمه للمزارع القريبه من المزرعة ؟!

لأ و كمان بدأ اللاجئين من المزارع التانية اللي أصحابها بيقمعوها يتوافدوا على مزرعة الحيوان !

- على فكره أنا مش بهزر ولا بتريق و لا بجيب كلام من عندي و أي تشابه بين أحداث الرواية و الواقع فده يرجع لعبقرية مؤلفها مش تلقيح كلام من العبد لله !! -

و الخنازير أدارت المزرعة تماما ، و بدأت تتميز فئويا مع الوقت عن باقي الحيوانات .

و لأنهم كانوا الفصيل الوحيد اللي جاهز للحكم و اللي بيعرف يقرأ و يكتب و بيعرف لغة السياسة ة بيقدر يقنع الخرفان و الفراخ و المعيز بأفكاره !! و بيقدر كمان يصيغ الدستور ... كانوا هم الوحيدين اللي نقدر نسميهم ( عقول المزرعة ) اللي بيفكروا في الثورة ، و بيديروها ،

و بيكتبوا قوانينها و بيطبقوها و كمان بيغيروا دستورها !

مع زيادة التمييز اللي تمتع بيه الخنازير عن باقي الحيوانات اللي كانت بتستميت من أجل الثورة ، و روح الثورة ،

بدأت باقي فصائل الحيوانات تخاف من الخنازير ،

و اصبح الخنازير هم مصدر القوه الحقيقي في المزرعة ، اللي يعارضهم ، يتحبس في أمن دولة المزرعة !

و بقى ليهم جهاز بوليسي من كلاب المزرعة !

و بقوا يغيروا دستور المزرعة اللي كان مكتوب على أكبر حيطة في المزرعة بخط الخنازير !

و مع مرور الوقت ، بدأت الحيوانات تفقد روح الثورة !

و بدأت الخنازير تسيب الحظائر بتاعتها ، و تبات في قصر صاحب المزرعة القديم ، و تنام على السراير و تاكل بالمعالق ،

بل إن الحيوانات شافوهم بيمشوا مشية صاحب المزرعة ! و بياكلوا بنفس الأسلوب ، و بيشربوا كمان خمور من بتاعه صاحب المزرعة !

و لما راح في يوم من الايام الحمار الحكيم ، علشان يشوف الدستور المكتوب فوق جدران المزرعة بعد لما أتعلم القراءة شاف الدستور كله عباره عن ماده واحده ....

((( جميع الحيوانات متساوية ... و لكن بعضها أكثر مساواه عن الاخرين !!! )))

الخنازير أصبحوا نظام ديكتاتوري بيحكم المزرعة أسوأ من نظام صاحبها الأصلي ،

الله يرحم عمنا جوروج أورويل العبقري اللي قدر يرسم بالكلمات البسيطة قصة ثورة ( وحوش إنجلترا !)

فاصل ::

لحد هنا الكلام كان ملخص الرواية ... مفيش حد خنزير و لا حد حمار و لا حد كلب ... دي رواية أنا حبيت بس أكتب ملخصها ... لأن ببساطة الرواية دي إسمها في الادب العالمي ... درة الأدب السياسي ... فأعتقد إن المرور عليها كان مفيد ...
الكلام الجاي ده بقى مالوش أي علاقة بالكلام اللي فوق بتاع الرواية :D

>>>>

عملنا الثورة ...

خرجنا كلنا على قلب رجل واحد ، و كانت أهدافنا واحده ، إسقاط النظام ، حل أمن الدولة ، حل مجلس الشعب ، و.... تشكيل دستور جديد !

مكانش في إختلاف على المبادئ الأساسية للثورة ،

و الحقيقة إن ده مش بدعة و لا حاجه عيب عدم المؤاخذة ، و لكن ده شئ طبيعي و بديهي جدا ، إن أي ثورة تكتب دستور جديد ليها ، يتضمن المبادئ الأساسية اللي الثورة قامت علشانها و ينتصف لحقوق الثوار و يكون بداية لمرحلة إصلاح للأوضاع اللي كانت قبل الثورة !

طيب قبل لما نتكلم عن ليه أه و ليه لأ : و إيه اللي حصل تعالوا نعرف الأول إيه هو الدستور ؟!!

يعني إيه دستور أصلا ؟!

في القانون الدستوري بيعرف الدستور على أنه ::

مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها و علاقة كل منهما بالأخر ، والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين مختلف سلطاتها العامة .

يعني ببساطة كده الدستور ده هو العقد اللي بيننا و بين الناس اللي هيحكمونا ... أيا كان بقى مين اللي هيحكما !

هو الفاصل بين السلطات و بين الحقوق و الواجبات .

و الطبيعي ، إن ثورة 25 يناير يكون ليها دستور خاص بيها يفصل بين السُلطات ، لأن ما قبل 25 يناير كان سَلَاطات و بابا غنوج كمان !

و لكن اللي حصل إن في الزحمة و في نشوه الأنتصار دعى المجلس الأاعلى للقوات المسلحة لتعديل الدستور ... و أنشأ لجنه من إختياره لتقوم بهذا التعديل ...

و ظهرت التعديلات الدستورية و إختلفت الاراء بين لأ و أيوه !!

مين قال لأ ... كل الثوار و المثقفين و المفكرين و فقهاء القانون الدستوري و الأحزاب و النشاطء السياسيين و شباب التحرير .

مين قال أه ؟؟!

1- الإخوان المسلمين

2- السلفيين

3- المجلس العسكري !!!!!

أه و الله المجلس العسكري تخيلوا ؟.!!

هو المنطقي إن لو المجلس العسكري مكانش موافق على التعديلات كان هيشكل لجنه علشان تعملها ؟!

ما كان ممكن يقول للجنه عدلي مواد سلطات رئيس الجمهورية يا لجنه !

أو يا لجنه إعملي دستور جديد

أو يا لجنه متعمليش حاجه خالص و هنشكل مجلس تأسيسي !!

المجلس العسكري معنى إنه قرر يستفتي الشعب على التعديلات دي ... فمعناه ضمنيا إن هو موافق عليها ، و ده المنطق اللي بيقول كده ، لأن لو أنا رافض شئ فمن غير المنطقي إني أطرحة أصلا كفكره !!

... طيب ليه اللي رافضين رافضين و ليه اللي موافقين موافقين ؟!

اللي رافضين هم الثوار ... و الشباب ... اللي شايفين إن من حقهم دستور جديد و إن ثورتهم تستحق أكثر من ترقيع لدستور ممزق !

و اللي شايفين إن من حقهم حاليا إن يتعمل دستور يمثل مبادئ الثورة و يرسخ قيم الديموقراطية و تداول السلطة و المواطنه !


الاحزاب كمان رافضة و بالإجماع ... طيب ليه ؟!!

لأن ببساطة التعديل الدستوري ده معناه قيام الإنتخابات البرلمانية القادمة بالأسلوب الفردي ، في الوقت اللي مفيش أي فصــــيل له تواجد حقيقي بين الناس إلا فصيل واحد هو الاخوان المسلمين !!

و ده معناه إن المعركة محسومه لصالح الإخوان !!

طيب مش هي الديموقراطية ؟!!

لأ الديموقراطية بتقوم أصلا على تكافؤ الفرص !

تكافؤ الفرص بيقول إننا نمنح الفرصة لكل الاحزاب و لكل التيارات إنها تتفاعل مع الشارع و تنشر أفكار ، و إننا نوصل بالمواطن المصري لمرحلة إختيار البرنامج وو المبادئ ... مش إختيار الحاج أحمد أو عم احمد أو الاستاذ احمد ... مش هتفرق طالما بيشغل إبني في البترول و بيعمل قوافل طبيه !!
المنطقي إن كل الأحزاب لازم تاخد فرصتها في تكوين قواعد شعبيه قبل لما نبدأ نتكلم عن انتخابات !!
لحد هنا مفهوم !!
....


طيب ليه الأاخوان بيقولوا ( نعم ) ؟!

سبحان مغير الأحوال ... الإخوان دلوقتي بقوا هم مكان الحزب الوطني ... تخيل ؟؟

بقوا هم الأغلبيه ... تحب أثبتلك ؟؟


1- س سؤال : لو هنعمل دستور جديد دلوقتي مين هيعمله ؟!

ج جواب :: مجلس تأسيسي منتخب من الشعب و موافق عليه و هيتسفتى الشعب بالكامل على الدستور !

***

س سؤال : لو هنعمل دستور جديد بعد سنه لما ننتخب رئيس جمهورية و برلمان مين هيعمل الدستور ؟!

ج جواب : المجلس التأسيسي برضوا و لكن البرلمان هو اللي هيوافق أو هيرفض !

***

س سؤال : هو لو أتعلمت إنتخابات ببرلمانية دلوقتي هتبقى إزاي ؟!

ج جواب : هتبقى على نفس مواد الدستور القديمه ، كوتة المرأه ... 50% عمال و فلاحين ! فردية .


***
س سؤال : هو لو إتعملت إنتخابات برلمانية دلوقتي مين اللي هيكسب فيها ؟!

ج جواب : الاخوان بنفسهم قالوا إنهم عايزين 35 % بس من عدد الأعضاء !

***
س سؤال : طيب يا عمونا مهو مش هيبقوا أغلبية أهو (( يعني مش 50%+1 )) فيها إيه بقى لما ياخدوا 35 % من عدد الأاعضاء ؟!

ج جواب : القانون الدستوري بينص على عدم جواز الموافقة على تعديل أي قانون أو مادة في الدستور إلا بموافقة أكثر من 2/3 ( ثلثي ) من أعضاء المجلس !! يعني ببساطة لو الإخوان 35% و السلفيين 10 % - ده غير أصلا إن 35% لوحدها تمنع مرور أي قانون - إبقى قابلني لو في مادة واحده في الدستور ممكن تتعدل إلا بموافقة الإخوان !!
يعني ببساطة هيكونوا هم اللي في إيديهم الموافقة أو الرفض أصلا لتعديل الدستور ... يعني اللي هيحط الدستور القادم هم الاخوان المسلمين !!! أه و الله العظيم !!

***
س سؤال : طيب ما لو كان كلامك صح ، كان الاسهل يرشحوا رئيس جمهورية !ّ

ج جواب : مش منطقي ... الاخوان عايزين نظام إخواني كامل ، مش عايزين كرسي رئيس الجمهورية !

***
س سؤال : طيب مين تاني هيبقى معاهم في البرلمان القادم ؟!

ج جواب : 1- الفلوس ... أه و الله اللي معاهم فلوس و حريفة الإنتخابات ... سواء وطني أو عفريت ازرق بقى مش فارقة .

2- السلفيين ... من 5-10 % من المقاعد

3- باقي الأحزاب كل واحد فيم لا يمكن يبقى أكتر من 5%

***

س سؤال : إنت تقصد إن كده الإخوان هيبقوا أغلبية في البرلمان القادم كده ؟!

ج جواب : أيوه بالظبط كده هيبقوا أغلبية ، رغم إنها أغلبيه ( غير مريحة ) إلا أنها أغلبيه مانعه ... تمنع مرور أي قانون دون تعديل الأخوان عليه !

***

س سؤال : لأخر مره بسألك ... يعني كده اللي هيشكل الدستور الجاي حسب كلامك هم الإخوان ؟!

ج جواب : أه و الله ... طب حتى إسأل حد كبير كده !!

***
س سؤال : طيب تفتكر الأخوان بيفكروا كده فعلا ؟!

ج جواب : هسيبك لضميرك إنت و أحكم !!


****

طيب مين المستفيد من التعديلات الدستورية ؟!


1- اللي قالوا نعم !

2- الرئيس القادم ... أيا كان ! لأنه هيحكم بعقد بيننا و بينه العقد ده ببساطه بيحوله من رئيس جمهورية لإله !

في إيده كل السلطات و القنوات و الأفكار ... و كمان في إيده يحل مجلس الشعب ! و يعمل قوانين إستثنائية !

3- فلول الحزب الوطني ، اللي هم معاهم فلوس و حريفة إنتخابات و ليهم عصبيات في البلاد ، و ليهم تاريخ خدمات و كانوا بيقولوا موافقة !

4- العامل (إكس ) .... إسمعوها مني ... في حاجه مش مفهومه ... مين بيخططلها الله اعلم ... جايز الجيش ... جايز اي حد ، بس بصراحة أنا شايف إن في x-factor هيبقى في الموضوع ... هيظهر فجأه و يعمل تأثير مفاجئ في الشارع و يستغل التعديلات دي بشكل أو بأخر ! لأن لا يمكن يكون المجلس العسكري بالسذاجة دي ...

من الأخر الإختيار دلوقتي مش الموافقة أو الرفض للتعديلات ، مش حكاية نعم أو لأ

الإختيار دلوقتي يا إما ،

الإختيار ب ::: نعم = حكم الأخوان أو العسكريين أو العامل إكس !

الإختيار ب ::: لأ = دستور حقيقي ، و فرصة للأحزاب لإثبات نفسها و برامجها و حكم ديموقراطي حقيقي قايم على الوعي و برلمان قوي يعبر عن إرادة الثورة .

و إنت و ضميرك ، لو مقتنع بكلامي قشطات ، لو مش مقتنع يبقى دي تخاريف واحد متشائم !

....

و ختاماً ...

مش عايزين يبقى دستورنا الجاي بيقول ،

جميع الفصائل متساوية ، و لكن بعضها أكثر مساواة من الاخرين !


أحمد صقر



No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest