Tuesday, June 5, 2012

السلام في المسيحية


ماذا تفعل الخطية -- القلق وفقدان السلام

بالخطية فقد الانسان سلامه وورث بدله القلق وهكذا يكون القلق قرين الخطية يأتى فى ركابها ويستقر معها. قال داود النبى (ليست فى عظامى سلامة من جهة خطيتى)(مز 28: 3)
ولنا دليل على ذلك من حياة قايين بعد ان قتل اخاه هابيل فقد صرخ الى الله قائلاً (من وجهك اختفى واكون فى الارض تائهاً وهارباً فى الارض فيكون كل من وجدنى يقتلنى وجعل الله علامة لقايين لكى لا يقتله كل من وجده(تك4: 12- 15)

لقد كانت تلك العلامة التى جعلها الرب لقايين حتى لايقتله احد سبباً فى ازدياد تأنيب ضميره
وهكذا نجد الانسان طالما هو بعيد عن الله يظل قلق حتى يعود اليه لان الله اراد الا يجد قلبنا مكاناً يرتاح اليه الراحة الكاملة فيرجع اليه هكذا فعلت الحمامة التى اطلقها نوح فلما لم تجد راحتها فى العالم عادت الى الفلك. ويونان الذى هرب من وجه الله فظلت امواج البحر وزوابعه تطارده وتقاومه ولم يجد سبيلاً للنجاة الا بالرجوع الى الله فطلبه وهو فى بطن الحوت.

اننا نقرأ عن كثير من المجرمين والقتلة الذين بعد فشل رجال الامن فى وضع ايديهم عليهم اسلموا ذواتهم بإرادتهم واعترفوا بجرائمهم حتى بعد وقوعها بسنوات وذلك كله يرجع الى انهم فضلوا الاعتراف وما يترتب عليه من قصاص وعقاب عن الهرب والاختفاء ووخز الضمير وثورته
والواقع انه ليست هناك كارثة تنزع سلام الانسان كالخطية ولا مصيبة اشد هولاً من الوقوع فى براثنها

لقد فقد ايوب بقره وغنمه وجمالِه وغلمانه واولاده جميعاً فى يوم واحد ولم تكن نكبته فى كل ذلك كنبكة داود العظيم فى خطيئته فما استطاعت تجربة ايوب ان تنزع سلامه وإطمئنان نفسه فنسمعه يقول عرياناً خرجت من بطن امى وعرياناً أعود الى هناك الرب أعطى الرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً . أما داود المسكين فنسمعه يقول بعد سقطته -- وبدموعى ابل فراشى--- خطيئتى امامى فى كل حين


 
الســـــــــلام: الثمرة الثالثة من ثمار الروح القدس

أما الثمرة الثالثة من ثمار عمل الروح القدس في حياتنا فهي السلام. وهو عربون الأبدية السعيدة لأن هناك الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، السلام شيء ضروري لحياة الناس بدونه لا يستقر مجتمع ولا يهدأ با .
وحينما نتحدث عن السلام نتحدث عنه بعناصره الثلاثة: سلام مع الله ، سلام مع الناس ، سلام مع النفس .
أولاً : سلام مع الله
حينما خلق الله الإنسان كان يعيش في سلام وشركة عميقة مع الله ، وبالخطية فقد سلامه وشركته مع الله "لا سلام قال الهي للأشرار.لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة وطينا" (اش 2:57)
ويأتي السلام مع الله من حياة التوبة والرجوع إلي الله ، فالإنسان التائب التقي النقي يتمتع بسلام الهي عميق، يقول الرسول بولس"إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله" (رو1:5) ، وحياة السلام مع الله تأتي من تسليم الحياة بكاملها لله والاتكال عليه والثبات فيه ، يقول القديس أغسطينوس:"يا الهي ستظل نفوسنا قلقة حتى تجد راحتها فيك .

ثانياً : سلام مع الناس
بأن توجد محبة وتعاون بين الناس وبعضهم ، يسلمون علي بعض ليس بالأيدى فقط بل وبالقلوب والنيات والعواطف الجياشة والمشاعر الفياضة بالحب .
الله يفضل الصلح والسلام بين الناس علي العبادة وتقديم الذبائح فيقول:"إذا قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت23:5) .
إن أردت أن تعيش في سلام مع الناس كن واسع الصدر حليماً مثل موسى النبي الذي قيل عنه :"وكان موسى حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض"(عدد3:12)
لا تجعل المشاكل تأتي بسببك أطفأ المشاكل التي تأتي من الآخرين ، حاول أن تحتمل وتغفر ، واعلم أن المحتمل هو الأقوى أما الذي يثور ويغضب ويعيب في الآخرين فهو الأضعف.ينصحنا بولس الرسول قائلا: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا" (رو2:15)
اقبل الناس كما هم وليس كما تريدهم أنت لأن من الصعب تغيير الطباع وإذا أردت إصلاح العالم فابدأ بنفسك وليس بالآخرين.

ثالثاً : سلام مع النفس
يأتي السلام مع النفس بالتوبة والنقاوة وممارسة وسائط النعمة وعمل الخير ، حينئذ يحس الإنسان أنه أرضي الله وأنه قريب منه فيحس بالاطمئنان والسلام الداخلي ويرتل مع داود النبي"إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي" (مز23)
بالإيمان تري معونة الله قريبة منا فنطمئن ونشعر بالسلام الداخلي، ويدعو لنا معلمنا بولس الرسول بالسلام الداخلي قائلا:"سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في 7:4)

السلام بلغة الكتاب المقدس
الولادة بسلام:
·        "سلامٌ لكِ أيتها المنعم عليها، الرب معك، مباركة أنتِ في النساء، فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية، فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدتِ نعمة عند الرب، ها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع" (لو28:1- 31).
·        "ودخلت مريم بيت زكريَّا وسلَّمت على اليصابات، فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت اليصابات من الروح القدس" (لو41:1).
الحياة بسلام:
·        "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إليَّ فارغة بل تعمل ما سُرِرتُ به وتنجح فيما أرسلتها لهُ، لأنكم بفرحٍ تخرجون وبسلامٍ تُحضَرون" (أش 11:55- 12).
·        "فيسكن في البرية الحق، والعدل في البستان يقيم، ويكون صنع العدل سلاماً وعمل العدل سكوناً وطمأنينة إلى الأبد" (أش16:32-17).
·        "ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر" (أش 18:48).
·        "حِد عن الشر واصنع الخير، اطلب السلامة واسعَ وراءها" (مز14:34).
·        "لقمة يابسة ومعها سلامة خيرٌ من بيتٍ ملآن ذبائح مع خصام" (أم 1:17).
·        "أما الأشرار فكالبحر المضطرب، لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأةً وطيناً، ليس سلامٌ قال إلهي للأشرار" (أش20:57-21).
·        "هذا كان اثم أختكِ، سدوم الكبرياء والشبع من الخبز وسلام الاطمئنان كان لها ولبناتها ولم تشدد يد الفقير والمسكين" (حز49:16).
·        "وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلامٌ وكانت تُبنى وتسير في خوف الرب، وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع31:9).
الموت بسلام:
·        "وأما أنت إبراهيم فتمضي إلى آبائك بسلامٍ، وتُدفَن بشيبةٍ صالحة" (تك15:15).
·        "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام" (لو29:2).
·        "وسمعتُ صوتاً من السماء قائلاً: اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم" (رؤ13:14).
مديح السلام:
·        "الغش في قلب الذين يفكرون في الشر، أما المشيرون بالسلام فلهم فرحٌ (أم20:12).
·        "أما الودعاء فيرثون الأرض ويتلذذون في كثرة السلامة" (مز11:37).
·        "سلامٌ جزيل لمحبِّي شريعتك وليس لهم معثرة" (مز165:119).

·        "طوبى للرجل الذي يجد الحكمة، وللرجل الذي ينال الفهم، لأن تجارتها خيرٌ من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص، هي أثمن من اللآلئ وكل جواهرك لا تساويها، في يمينها طول أيامٍ وفي يسارها الغنى والمجد، طرقها طرق نِعمٍ وكل مسالكها سلام" (أم13:3-17).
·        "وحين تدخلوا البيت سلّموا عليه، فإن كان البيت مستحقاً فليأتِ سلامكم عليه، ولكن إن لم يكن مستحقاً فليرجع سلامكم إليكم" (مت 12:10-13).
·        "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون" (مت 9:5).

سلام مع الله  (هو مصدر السلام )
·        "يُضيء الربُّ بوجهه عليك ويرحمك، يرفع الربُّ وجههُ عليك ويمنحكَ سلاماً" (عد25:6-26).
·        "الرب يعطي عزّاً لشعبه، الرب يبارك شعبهُ بالسلام" (مز11:29).
·        "إني اسمع ما يتكلم به الله الرب، لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولأتقيائهِ فلا يرجعُنَّ إلى الحماقة" (مز8:85).
·        "إبتهجي جداً يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا مَلكك ِ يأتي إليكِ، هو عادلٌ ومنصور، وديعٌ وراكبٌ على جحشٍ ابن أتان... ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض" (زك9:9-10).
·        "ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام" (لو79:1).
·        "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا" (يو27:14).
·        "الكلمة التي أرسلها إلى بني اسرائيل يبشّر بالسلام بيسوع المسيح" (أع36:10).
·        "ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح، لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط" (أف 13:2-14).


No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest