Thursday, June 16, 2011

الزواج الحقيقي ... واحد زائد واحد يساوي 3




في الحب الحقيقي والإرتباط الصادق، أنت لا تبحث عن مميزات أو عيوب شريك حياتك، بل تتحول العلاقة إلي مبعث لكل ما هو إيجابي وبناء في شخصيتكما معا، فقد تكون شخص تقليدي، لا يدرك من حولك ما فيك من مميزات كثيرة، وبمجرد أن يقع شريك حياتك في حبك حتى تكتشف أنت ذاتك ما بك من قدرات كبيرة لم تكن تدرك أصلا أنك تمتلكها، فتكون بداية العلاقة بينكما بداية لحياة جديدة تحياها، كأن يموت الإنسان الأول بداخلك، بكل ما يحمله من سلبيات ونواقص واحتياجات، ويحيا من خلال شريك حياتك انسان جديد يجمعكما معا يحمل صفات لم تكن موجودة قبلا، وتكاملا لكل ما كنت تراه ناقصا فيك. 

وما سبق ذكرة يتخطى العقل والمنطق، ولا يدرك إلا بالروح والإحساس به فقط، ولكن أليس المنطق البشري ايضا لا يقبل فكرة أن واحد زائد واحد يساوي ثلاثة؟ إلا أن تلك المعادلة الحسابية ليست خاطئة، فهناك نظرية كاملة تسمى بالتآزر أو التكامل البناء أو
Synergy:  ومعناها اللغوي :
“The interaction or cooperation of two or more organizations, substances, or other agents to produce a combined effect greater than the sum of their separate effects”

وتتلخص هذه النظرية أنه يمكن في حالة اتحاد كيانين معا أن ينتجا أكثر من مجموع إضافة انتاج كل كيان على حدا. وهناك قصة متعلقة بهذه النظرية لتوضيحها، تحكي بإختصار عن مسابقة في كندا لقياس قوة الثيران، وقد استطاع الثور الفائز في المسابقة سحب حمولة وزنها 5 أطنان في حين استطاع الثور الحاصل على المركز الثاني سحب حمولة أقل من ذلك بقلبل، ففكر أصحاب الثورين في ربط الثورين معا ليروا كم طنا سيستطيعا معا سحبها، وعقدت المراهنات، فهناك من توقع أنهما سيقدران أن يسحبا معا 9 أطنان وأخرون راهنوا على 10 وهناك من راهن على 11 طنا، وبعد ربطهما معا، كانت المفاجأة للجميع، عندما استطاع الثورين أن يسحبا معا حموله وصل وزنها إلي 15 طنا. 

هذا هو التآزر : "الكل المتحد، أقوى من مجموع الأجزاء منفصلة"   بشرط أن يدرك كلا الكيانين أهمية ذلك الإتحاد ويرغبان جديا في إخراج أفضل ما لديهم من أجل إنجاح ذلك الكيان الجديد، كما تلعب عدة عوامل أخرى في هذا النوع من الإرتباط كالتشجيع، والمساندة، والمساعدة، وتبادل الخبرات، وتعويض النواقص، والتحكم في الطاقات المهدرة واستغلالها والسيطرة عليها (لذلك تجد أن ارتباطات الـ Synergy بين الشركات والمؤسسات الكبيرة أو حتى بين فرق العمل في مثل هذه الشركات بناءة جدا ومثمرة بصورة ملحوظة)   فما بالك لوتم تطبيق هذا التآذر على حجر البناء الاساسي في حياة الإناسن... أي العلاقة بين الرجل والمرأة.. تخيل كم ستكون ناجحة؟ ليس فقط فيما بينهما ولهما بل وللمجتمع من حولهما أيضا.  

ولكي تحيا بصدق حياة الإنسان الجديد، ويموت الإنسان البائد فيك، وتولد من جديد من رحم من تحبه ويحبك، عليك أن تدرك أن الأول قد مات وانتهي، والجديد يجمعكما معا، فتتوقف عن التفكير في ذاتك، وتسمو مع العلاقة الجديدة، لكي يتمحور كل اهتمامك على إرضاء نصفك الآخر، ليس هذا فقط، بل عليك ألا تنتظر ممن تحب أشياء معينة أو تصرفات بعينها، كي ترضيك، ولكن تشغل بالك بشئ واحد فقط، ألا وهو، ماذا يحتاج حبيبي وكيف أشبع احتياجاته، لأن هذا دوري في العلاقة، إرضاء من أحب وتكميله بما يرضيه ويحتاجه، فإن فكر الإثنين بهذا المنطق سويا، فستتحول العلاقة من مجرد قصة حب إلي تفجر لقوى الخلق الإلهية متجسدة في علاقة بشرية سمائية. لأن الحياة تنشأ من الموت، وبدون الموت لا توجد حياة، بدون أن تموت البذرة وتدفن تحت التراب، لن ترى شجرة كبيرة مثمرة. هكذا يصير الحب بين الرجل والمرأة... حياة، والزواج... معجزة إلهية.    





No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest