Sunday, January 8, 2012

أنا انسان مصري و(عليا) واجبات مصرية

أنا انسان مصري و(عليا) واجبات مصرية

by Mina Adly Younan on Sunday, January 8, 2012 at 2:09pm ·
لا تتــركيهـــم يخبـــــروك بأننــــي أصبحـــتُ شيئاً تافهــــاً ومُـــــــوَجَّــــــها
فأنا ابنُ بطنِكِ.وابنُ بطنِــكِ مَنْ أَرا دَ ومَــــنْ أقـــــالَ ومن أقــــرَّ ومن نَـــهَى
صمتَتْ فلــــولُ الخــائفيــنَ بِجُبْنِهِم وجُمُــــــوعُ مَنْ عَشِقُــــــوكِ قــــالتْ  قَوْلَها
فالتحية  لشعبٍ رفض ذل الإهانة والامتهان والهوان وطلب العلا تاجًا لكرامته

هشام الجخ – هويس الشعر العربي

سئمت الكلام عن الحقوق المصرية: سئمت من طوابير الخبز المدعم، وإزدحام المستشفيات الحكومية، وصفوف الوساطة والمحسوبية، ومللت الحديث عن دور الحكومة والرئيس والوزير والغفير في تلبية إحتياجات المواطن وتوفير حياة كريمة له ولأسرته، فلا هو براض ولا هم قادرون. وأحترت حتى يئست من الإجابة عن السؤال: أالشرطة في خدمة الشعب أم أن الشعب والشرطة في خدمة الوطن؟ وأليست الشرطة من الشعب؟ والشعب هو الوطن! وأسأل نفسي عن قمة السعادة فأجدها في العطاء والخدمة والاهتمام بالآخر، فالذات فانية ومصيرها معلوم، ومن يزرع فيها فهو مستثمر غير حكيم، أما العطاء والبذل والتضحية فهي قمة السعادة والاحساس بالقيمة الحقيقية، فهي الأمومة والأبوة، هي الصداقة الحقيقية، هي العمل المخلص، الأمانة، الاتقان، الرحمة، الشفقة، والخير.

أي مصري يولد وهو يعرف حقيقتين، وأحد منا لا يعرف متى وكيف عرفهما: الحقيقة الأولى أن مصر هي أم الدنيا، وأن "مبارك شعبي مصر"، وأن فيها "خير أجناد الأرض". والحقيقة الثانية أن أي مواطن مصري يشعر أنه "مواطن درجة ثانية" كل حلمه أنه يسافر " بره"، و ما "ينزلش" مصر إلا عشان يزور عيلته أو يتفسح، ولما يأخد تأشيرة أي دولة يقولوله "مبروك!" ويقف في طوابير ويتزل على باب سفارات دول أجنبية عشان مجرد يسافر يشتغل عتال أو بواب.

لم تستوقفني الحقيقة الثانية فهي بديهية، لقد وصلنا إلي ما نحن فيه بسبب الأنظمة الظالمة الغاشمة التي حولتنا من أزهى حضارة في العالم إلي ما نراه كل يوم الآن في كل مكان من فوضى وعشوائية وغوغائية وإحباط لا حدود له (حتى أنني سمعت حديثا في أتوبيس كنت استقله بين مجموعة من الشباب يتحدثون عن حال البلد بعد الثورة توصلوا كلهم أننا – المصريين – لا نصلح إلا لأن تستعمرنا دولة أجنبية كي ينصلح حالنا فهذا هو الحل الوحيد في نظرهم.)

أما الحقيقة الأولى فهي فعلا ما تستحق الوقوف أمامها والتساؤل: " من نحن كي تذكرنا الكتب المقدسة دونا عن أي شعب آخر في العالم لكي نحصل على التبريك ونصير خير أجناد الأرض؟" وهل يا ترى توجد علاقة بين الحقيقتين؟ وأهي صدفة أن تكون هاتين الحقيقتين متناقضتين تماما؟ أم أنه ليس تناقضا، بل مجرد صورة غير مكتملة المعالم؟

 عندما فكرت في الهجرة، وترك البلد تماما دون رجعة كنت أبحث عن "الحياة الكريمة"، عن حقوق، عن "نظام" يهتم بي وبتلبية إحتياجاتي، يدللني، ويرعى مصالحي وشئوني، يوفر لي الآمان والرفاهية، يداعب غرائزي ويغمرني بالمتعة والراحة والكسل والتدليل، كنت أبحث عن السكن الوثير، والمرتب الكبير، والسيارة الفارهة، والطرق الممهدة، والمدارس المكيفة، والنزهات المترفة، والمستشفيات الفندقية، وإحترام الآدمية، وتأمين الحرية.   ولم أفكر أن ما تمنيته هو "الجحيم" بعينه....

يحكى أن رجلا قد مات، فوجد نفسه في جنة خضراء فسيحة تملأوها الأشجار والأزهار الخلابة، ثم وجد ملاكا بجانبه يخبره بأنه مكرس فقط لخدمته وتلبية كل احتياجاته، فلم يصدق الرجل نفسه وأخذ يطلب كل ما تشتهيه نفسه؛ أطيب الأطعمة والمشروبات، أغلى الآثاث والديكورات، أحدث الأجهزة والمقتنيات، أجمل الفتيات، أغلى المشغولات، بإختصار، كل شئ، حتى عجز عن إيجاد أشياء أخرى يشتهيها، فلما بدأ يشعر بالملل سأل الملاك أن يعطيه إناس محتاجين لكي يعطيهم من الكثير الذي لديه، فحزن الملاك وقال له يؤسفني تلبية هذا الطلب، فهو الشئ الوحيد الذي أعجز أن أعطيه لك، فغضب الرجل من الملاك جدا، وقال له كيف ترفض وأنا في الجنة ولي الحق في كل ما أشتهية، إذن فلتذهب بي إلي الجحيم فقد أجد هناك ضالتي، فأجابه الملاك: وأين كنت تحسب نفسك طوال هذا الوقت؟"




استوقفتني بشدة هذه القصة عندما قرأتها وأنارت في عقلي حقيقة صارت عقيدتي منذ ذلك الحين: وهي أن غاية سعادة الإنسان تكمن في إسعاد الآخرين، ولا يوجد في الكون شئ يؤمن السعادة للانسان سوى أن يقتسمها مع أخيه الانسان.
 أنها الطبيعة المصرية، التي حاباها الله عن باقي طبائع البشر لنكون بفطرتنا المتحضرة، وعقولنا المستنيرة، وبأسنا وشدتنا وقوتنا وخبرتنا التي لا تضاهيها خبرة على مر الشعوب أن نعيش لا لكي نُخدم بل لكي نًخدم ، لا لكي نستريح بل لكي نريح الآخرين، هكذا خلقنا ولهذا نحن مباركين. نحن أسياد العالم... لأن خادم القوم ... سيدهم.

لذلك فعلاج حالة الإحباط الفظيع الذي نعيشه والشعور البشع بالضياع وغياب الهدف والرؤية التي نعيشها الآن كمصريين يكمن في الكف عن النحيب والسلبية واستعطاف الأنظمة لكي تطعمنا وتغسلنا وتشطفنا، ونبدأ يومنا كل بنفسه بهدف واحد وهو كيف أسعد أخي اليوم؟ كيف أخدمه وأساعده وألبي احتياجاته؟ رسالتي كمصري أن أكون أمينا، نظيفا، مخلصا، منظما، كريما، مطمئن، معطاء، بشوش، صبور، حكيم، هادئ، ومؤمن، وفخور.


إلهي زدني حكمة وعلما حتى اكون شعلة تضيء لمن
يضرب الحجاب عليهم فا جنبهم طريق الظلمة والجهالة ليحيوا في
نور شمسك الساطع
- إخناتون

YouTube: http://www.youtube.com/watch?v=AD9dhK6c5Lo

للإنضمام للحملة:

https://www.facebook.com/EgyptianDuties



No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest