Saturday, November 27, 2010

هل يجب أن أكون مسلمة في مصر لأعيش في سلام؟

أدهشني هذا السؤال عندما سألته لي أحدى صديقاتي المسيحيات عندما كنت أحاول أن اهدئ غضبها بسبب الأحداث الدموية المؤسفة والمتتالية التي يشهدها المسيحيون في مصر والتي أزدادت في الفترة الأخيرة وراح ضحيتها الكثيرون لمجرد أنهم مسيحيون

ولكني قلت لها ألا تضايق لأنها حروب روحانية تختبر إيمان المؤمنين والمسيحيين الحقيقين، لأن الذين اعتدوا ليست لهم مصالح شخصية في هدم كنيسة أو تخريب بيوت عائلات مسيحية، أو قتل شباب يصلون، وإنما الوحيد المستفيد من هذا هو قوة شريرة – شيطان – يسعي الي محاربة السلام الداخلي لدينا.

فالمسيحي الحقيقي يعيش تعاليم المسيح ولا يقاوم الشر بالشر وإن لطمه أحدا على خده الأيمن يحول له الآخر أيضا. المسيحي الحقيقي من اراد ان يخاصمه وياخذ ثوبه فانه يترك له الرداء ايضا. ومن سخره ميلا واحدا يذهب معه اثنين. ومن ساله فيجب أن يعطيه.ومن اراد ان يقترض منه لا يرده

المسيحي الحقيقي يحب أعداءه ويبارك لاعنيه ويحسن إلي مبغضيه بل ويصلي لأجل الذين يسيئون اليه

المسيحي الحقيقي يعيش تعاليم المسيح وهي محبة الله ومحابه أخيه الانسان أيا كان دينه أو نوعه او جنسه أو عرقه وبهذا يستطيع التعايش في أي مجتمع يكون فيه لأنه ببساطة يقبل الآخر، فيقبله الآخر بدوره، وحتى إن لم يقبله فالمسيحي الحقيقي لا يقدم المحبة لأنه ينتظر المقابل من انسان، هو فقط يتبع نهج سيده، هو لا ينظر للعالم المادي والوقتي على أنه وطنه بل يتطلع إلي العالم السماوي الأبدي فلا يخاف من الذين يقتلون الجسد لأن النفس لا يقدرون ان يقتلوها، بل يخاف بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.

اذن فالمسيحي الحقيقي يعيش عالأرض سعيدا في أي مكان وأي وطن لأنه لا ينتمي لما هو زائل بل لما هو أبدي، لا يسير وراء الجسد الفاني بل وراء الروح الخالدة، فيكون سعيدا هانئا مطمئنا في كافة الأحوال

ولكن

ماذا لو كنت مسيحيا بالوراثة لم أفهم بعد البعد العميق لتعاليم المسيح ولم أصل بعد إلي الفهم الكامل لديني؟ ماذا لو كنت ابحث عن وطن في هذا العالم؟ عن دولة أنتمي اليها وأكرس لها ولأهلها طاقاتي وقدراتي ومواهبي لأراها تنمو وتزدهر أمامي وأتمنى لها الخير واقف أدافع عنها أمام أعدائها، دوله تعطيني حقوقي كاملة وتأخذ مني كل ما تريده من واجبات، لتصير كأم لي لا تفرق بين أبنائها في اي شئ.

أليس من حقي كإنسان أن اعيش في سلام مؤتمنا على حياتي؟ لا أخشى غدر أحدا ولا أقلق من أخي المختلف عني؟ أليس من حقي أن أنام مطمئنا في ظل قانون يحميني؟ ونظام عادل لا يفرق بين أحدا؟

وأخيرا

ألست انسانا مثلك قبل أن أكون ذكرا أو انثى؟

ألست انسانا مثلك قبل أن أكون جاهلا أو متعلما؟

ألست انسانا مثلك قبل أن أكون مصريا أو اجنبيا؟

ألست انسانا مثلك قبل ان أكون مسيحيا أو مسلما؟

فلماذا لا تقبلني؟؟

"What if I'm not a true Christian
do i have to be a Muslim to live in peace?"

No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest