Friday, February 3, 2006

حياه ادميه .. ام حياه بهيمية


ها أنا الان أجلس أمام الكمبيوتر , لا أسمع أغاني , ولا موسيقى , ولا الاخبار , ولا شئ من تلك الاشياء المألوفة . انما رغم انني في بيتي , وفي غرفة نومي الا انني أجدني اسمع صلاة الجمعة ( بدون قصد أو نية مسبقة مني ) وانما المسجد القابع في أول الشارع و مذياعه العملاق الذي يسد الاذان , يرغمني على استماعه حتي لو لم أريد ذلك؟
أهذا تدخل في حريتي , اهذا اعتداء على جهازي السمعي ؟ اهذا اقتحام لحياتي الخاصة ؟

ربما

وربما لا

ربما لا , لأنه .. حيث تغيرت مفاهيم الحقوق الانسانية ( البركة في مصر – أم الدنيا - ) فأصبح الانسان أداه لا أكثر .. انما ما نسميه حقوق أو خصوصية أو حياه خاصة ... ههه ... كله كلام فارغ .. لا معني له ولا فائده ..

لماذا يكون لنا حياه خاصة ؟

لماذا ؟

لماذا نحتاج الي خصوصية ؟

لماذا ؟

لماذا نحتاج الي حرية الحركة والتعبير و التغيير ؟

لماذا؟

ولماذا نظنها حقوق لنا ؟

من أعطانا هذا الحق؟

الحياة ؟

- نعم
لقد اعطتنا الحياة حرية الحركة والتصرف والتعبير والتغيير .. لأننا كنا وقتها محدودين .. كنا في حاجة الي امان وحمايه وتكيف ..
اما الان وقد اصبحنا مجتمعات بالملايين.. فكيف نتكلم عن الحريات , ونعتبرها حقوقا .. كيف يسمح لهؤلاء الملايين بالتصرف العشوائي المبني على الاهواء الشخصية والمباينات الفردية ؟

نحن نعيش في مجتمع .. اي مصلحة الفرد من مصلحة الجماعة ..

اذن فنحن في عصر التضحية .. عصر يضحي فيه الانسان ( الفرد ) بمتطلباته الشخصية من أجل تحقيق متطلبات الجماعة ( الاغلبية ) ...

وهي على عكس ما تظهر فهي مرحلة حضارية في حق الانسان .. لان الحريات .. هي انطلاقات غير مقيدة من أجل تلبية الغرائز .. واذا قلنا غرائز فنحن بذلك نتكلم عن الجانب الحيواني في الانسان (الجانب الارضي – المادي ) ,, اما التضحية القمعية ( ما نعاني منه في مصر وفي الدول الفقيرة وفقراء العالم كله ) فهي الاستسلام الجسدي بكل مطالبه واحتياجاته من أجل أخرين .

سواء كان هؤلاء الآخرين هم المجتمع ( الاغلبية ) أو حتي أقلية ( الحاكم واتباعه )

فالمبدأ هنا هو التضحيه والتخلي عن الانا ( الايجو ) في سبيل ....
.
.
.
.
.
.

ايا كان .




اخيرا أود الايضاح اننا نتكلم عن الحرية وحقوق الانسان فيما يتعلق بتلبية احتياجاتنا الحيوانية ( الجسدية – الاولية ) ..

وقد نحتاج اليها ايضا من اجل الابتكار والابداع والخلق من أجل اثبات الذات والانا وتحقيق الهوية الشخصية والكيان الذاتي (وهو ما يضمن بدوره توفير الاحتياجات الاوليه)
اي انه اسلوب غير مباشر لتوفير متطلبات الحياه المادية الجسدية .

أما وقد يحتاج الفرد الي الحرية من أجل تحسين في أحوال مجتمعه و حياه الاخرين .. فهذا ليس في حاجة الي حرية أو حقوق فكريه .. بل في حاجه الي اخلاء للذات



ولكن ,,,

يبقي السؤال مطروحا .. لماذا لا يضحي الحاكم من أجل محكوميه , بدلا من أن يضحي الشعب من أجل النظام الحاكم

No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest