Thursday, February 2, 2006

نظرية العطاء الروحية


في هذه النظريه احاول توضيح شئ ما الا وهو حقيقة الانسانية و حقيقة القوي الخفيه في الانسان ..

الانسان وحده ...

وهي ما تميزه عن باقي المخلوقات والكائنات

أتكلم عن التطور الحضاري للانسان ..

ذلك التطور الذي بدأ قديما وامتد الي حضارات عظيمه وممالك اسطوريه , ومازال يتقدم ويتطور ..

ولكن ذلك التطور الذي بدأ ومازال , ماهو في الحقيقه الا محاوله بشريه من قبل الانسان تهدف الي تعميق وتوطيد سيطره الانسان علي الارض وبالتالي ضمان مستوي حياته الماديه .
بمعني ان الانسان في تحضره وتطوره فهو يقوم بارساء سبل معيشته على الارض و عن طريق توفير قوته ومسكنه وملبسه وسبل الحفاظ على صحته وعافيته ..

فالحضارات المتحضره هي تلك الحضارات التي توفر المأكل والمشرب والملبس .. الخ , اي توفر الاحتياجات الاوليه ( احتياجات اي كائن حي على وجه الارض )
و لأن الانسان هو اذكى مخلوقات الارض واكثرها حكمه , فقد استطاع ان يؤمن لنفسه سبل الحياه الماديه الكريمه ( ولكنها مازالت ماديه )
فمهما تقدمت الحضارات , فهي مازالت تسعي الي اشباع الاحتياجات الاوليه للانسان

· فقد بدأت بتلبيه حاجات الجسد من ماكل ومشرب
· ثم الي مسكن في كهف أو شجره
· ثم تطورت الي منازل كبيره
· ثم الي قلاع وقصور
· الي مدن
· الي ناطحات سحاب وابراج
· وتطور المأكل الي سبل الزراعه
· وتنميه الثروات الحيوانيه والسمكيه
· حفظ الغذاء وتخزينه
· توفير الطعام بصوره هائله لدرجة ان سكان المدن الحضاريه لا يشعرون بأي مشكله ازاء وجود اي عجز غذائي , فالمأكل والمشرب أصبحوا من الاشياء المسلم بها , فأصبح لا داعي للاكتراث بأمرهم
· حتي الغريزة الجنسية تطورت الي زواج وحياه زوجيه مستقره
· و بائعات الهوي وبيوت الدعارة من أجل تأمين تلبيه الرغبة الجنسيه وقتما احتاجها صاحبها
· وتجد الجنس والغذاء من الاشياء المتوفره بكثره في المجتمعات المستقره , وكلما ازدادت حضاره الشعوب كلما توفرت تلك الامور.
· وتتطورعمليات تلبيه الرغبات الغريزيه للانسان من قبل الحضارات فشمل التطور تلبيه رغبات الذوق الانساني فظهرت الفنون بشتي انواعها
· ظهرت الموسيقي والاغاني لتلبيه حاجات الاذن ( او النفس البشريه )
· وظهرت فنون الابداع الجمالي والحسي ( فن النحت و الرسم والتصوير والنقش ...الخ )
· وحتي الفنون نفسها تطورت وتشعبت وتباينت
· ومازالت الحضاره تتطور في الامم والشعوب فظهرت العلوم والتكنولوجيا التي تهدف الي توفير حياه مريحه اكثر للانسان
· وتوفرت الابحاث التي تكفل حياه صحيه وعمر اكثر للجنس البشري


ومازالت الحضاره تتطور بخطاها السريعة , وتنتقل من دوله الي أخري ولكن تأثيرها يغزو العالم كله .

الا ان تلك الحضارة وذلك التطور رغم دورهما الايجابي في توفير وضمان الاحتياجات الاساسيه للشعوب , وكلما تقدمت الحضاره كلما ازداد اشباع الافراد لهذه الاحتياجات الاساسيه

فانها لم ترتقي بالانسان من مرحله البهيميه الي مرحله كشف القوى الخفيه لديه

فمازالت الحضاره تخدم الانسان في صورته البهيميه ( صورته الحيوانية التي نشأ عليها )
فهو مازال يستغل الحضاره في تأمين احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس وغرائز ونزوات حسية وفكريه , ( فحتي حب المعرفه والشغف وراء المعرفه فهو احتياج اولي يهدف الي اشباع غريزة ورغبه ما )

الا ان الحضاره ساعدت الانسان في الانتقال لمرحله أخري ومستوي اخر – مختلف تماما – عن تلبيه احتياجات الانا وتوسيع نطاق الحريه الفكريه وحريه التصرف والتعبير ...الخ

ذلك المستوي الارقي أو ما أحب ان اسميه المستوي التحويلي .. حيث تتحول تصرفات الانسان ورغباته الي تلبيه احتياجات الاخر عن طريق اخلاء الذات واستخدامها كاداه او وسيله تصلح لتلبيه حاجه او رغبه لكائن اخر ..
اي تسخير الرغبه البشريه والكيان الانوي عن طريق اخلاء الذات ونكران الانا , وتحويلها الي عبد أو اداه يخدم سيده المتمثل في كل شئ وكل أحد ( ذوات الاثنين – ذوات الاربع – ذوات الاجنحة – الحشرات – النباتات ... وغيرها )

فالاديان السماويه تنادي بعباده الله , ولكنهم يجهلون سبل العباده ويظنونها الطقوس والشعائر والتلاوات ..

لا

انها محبه الله المتمثله في محبه مخلوقاته جميعا


وحده الانسان يقدر ان يفعل هذا ,
وحده الانسان يقدر ان يقدم خدمه واحترام بدون السعي وراء مقابل
وحده الانسان يمتلك روحا تؤهله ان يتحد مع الطبيعة الام

No comments:

Post a Comment

I said what I thought, if you have something you want to say, be my guest